أُنزل القرآن الكريم على قلب رسول الله ، فحفظه الرسول الكريمُ كأشد ما يكون الحفظ، ووعاه كأتم ما يكون الوعي، إذ كان سنده فيه جبريلُ الأمين عن رب العالمين وتقدست أسماؤه، وبادر المصطفى لما أمر بالبلاغ، والجهر بالهدى والإسلام إلى تحفيظ أصحابه القرآن، وتبليغه إليهم، فلازم تعليمهم، وواظب على ذلك بهمة عالية ، ونفَس بالغ..فكان أداءُ الصحابة للقرآن الكريم أداءً مميزا، ونمطا غريبا اجتمعت لهم فيه أحكمُ الطرق وأتقنُها، وأوثقُ السبل وأمتنُها، وأحوطُ المناهج وأنفَسُها، إذ صاروا بعلو سندهم في القراءة يقولون: عن محمد عن جبريل عن رب العالمين...".
وتتابع الناسُ بعد جيل الصحابة على هذا الضرب من الأخذ والتحمل لكتاب الله، لمنزلته في نفوسهم، ومكانته عندهم ولديهم، فكان التابعون من الخالفين يسيرون بسيْر منْ سبقهم في لزوم الحفظ للقرآن الكريم، والاهتبال بوجوه أدائه، وقراءته قراءة صحيحة سليمة، ومعرفة أنحاء أدائه بلحون العرب ولغاتها، وتحسين الصوت به أداءً وممارسةً، وتجويد اللفظ به تلاوة وترتيلا، وحدرا وترعيدا، وكان طريق نقل ذلك كله بالسماع الصحيح، والقراءة المجزئة، والعرض السليم، والإجازة المعتبرة، والإذن المعتد به، ولنا على ذلك شواهد من كتب هذا الفن ناطقة، وأدلة من دواوين هذا العلم مشرقة، كقول ابن الجزري في غاية النهاية عند تراجم بعض شيوخه في الإقراء:" ....روى القراءة لنا إجازةً من كتاب الكامل"، وقوله عند ترجمة شيخ آخر:"...قرأتُ عليه جمعا للسبعة، ومنه تعلمتُ التجويد وأخذته" وكقول مؤرخ الإسلام شمس الدين الذهبي في معرفة القراء نقلا عن إمام هذا الشأن وجهبذه أبي عمرو الداني في ترجمة أبي عبد الرحمن السلمي الكوفي المقرئ:"...أخذ القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، وأخذ عنه القراءةَ عرضا عاصمُ بن أبي النجود ويحيى بن وثاب...".
وجماعُ أمر القراء في الأخذ والتحمل ما أجمله الإمامُ علمُ الدين السخاوي في جمال القراء عندما قال:" كان القراء في الأمر الأول يقرأ المعلم على المتعلم اقتداءً برسول الله ، فإنه كان يتلو كتاب الله على الناس كما أمره الله ، كذلك كان جبريل يعرض على رسول الله كما قال الله :" فإذا قرأناه فاتبع قرآنه".
وموضوعُ هذه المشاركة العلمية في هذه الندوة المباركة التي عز نظيرها في الندوات، لطرافة موضوعها، وجدة عناصر البحث فيها الحديثُ عن طرق تحمل القراءة ونقلها عند القراء المعتبرين من جهابذة الصدر الأول، و أعلام المقرئين في القرون المتأخرة.
ومن عناصر هذه الدراسة ومباحثها:
1 - نظرةٌ تاريخية عن طرق تحمل القراءة في العهد النبوي وما والاه من القرون الفاضلة.
2 – الكلامُ على حقيقة طرق تحمل القراءة وبيان قيمتها.
3 - عرضٌ لآراء العلماء بخصوص طرق التحمل التي سلكها القراء في نقل القراءة.
4 – مقارنةٌ بين طرق التحمل التي أخذ بها القراء وبين طرق التحمل عند غيرهم كأهل الحديث من ذوي الروايات والأسانيد.
وغايةُ هذه الدراسة ومبتغاها : تسليطُ الضوء على طرق التحمل عند القراء الذين شرُفوا بنقل كلام رب العالمين غضا طريا كما أُنزل على قلب المصطفى ، والتنويه بما كانوا عليه من الضبط والإتقان لهذا الشأن، وذلك يُفهَمُ منه سلامةُ ما بين أيدينا من كتاب ربنا، وبعده عن الزيف والدخل، والقطعُ بأنه آخر كُتب الله نزولا، وأولاها بالتقديم، وأصدقها قيلا، وأهداها تشريعا وتقنينا.
ويتوقع الباحثُ أن تُسْفر دراستُه عن جملة من النتائج والثمرات منها:
· الكشفُ عن صفحات مُشرقة وضاءة من تاريخ تلقين القرآن الكريم ( القراءة) عند المسلمين.
· إماطةُ اللثام عن آراء طائفة من أهل القراءة بخصوص طرق التحمل والأداء .
· الترغيبُ في سلوك سبيل السلف من قراء هذه الأمة في الأخذ والتلقين، وأن ذلك هو الطريق السالكة من أجل أن تربط الأمة الإسلامية اليومَ نهضتَها بكتاب ربها وسنة نبيها ، فتنشئ جيلا من الناشئة غُذي بالقرآن الكريم تلاوة وتجويدا ومعرفة بقراءاته ورواياته.
ولعل المنهاج المختار في مثل هذا الضرب من البحوث هو المنهاج القائم على الإستقراء للمعلومة المسعفة من كتب طبقات القراء خاصة وتواريخ الأعلام عامة، وكتب الفن المختلفة، مع ما ينضم إلى ذلك من التحليل والمقارنة للوصول إلى غايات هذه الدراسة ومراميها إن شاء اللهُ وأعانَ على بلوغ المراد.
اعتنى السلف الصالح من أعلام هذه الأمة بنقل القرآن الكريم وسنة النبي الأمين إلى من بعدهم، من المؤمنين المصدقين، والمعتقدين الصادقين، فنشأت من ذلك سلاسلُ الإسناد التي سرى فيها هذا الهدى والنورُ متداوَلا من جيل إلى جيل، ومن عصر إلى عصر، ومن أرض إلى أرض، فارتبط آخِرُ هذه الأمة بأولها، وشُدَّ حاضرُها بماضيها، إذْ وقف خلفُها على ما أُنزل في سَلفها من كتاب وحكمة، غضًّا طريًّا كما أُنزل، وصافيا زُلالا كما أوحي به إلى محمَّد ، ولقد تُيُقِّنَ بعدُ أنَّ تحمَّل الصَّحابة للقرآن الكريم عن النَّبي المصطفى الكريم، كان نمطا غريبا، وطريقا مميَّزا فريدا، إذِ اجتمعتْ لهم فيه أحكمُ الطرق وأتقنُها، وأوثقُ السُّبل وأمتنُها، وأحوطُ المناهج وأنفَسُها، لماَّ صاروا بعلُوِّ سندهم في القراءة يقولون: عن محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم عن جبريل عن ربِّ العالمين.
ولقد سار الناسُ بسيْر مَنْ قبلَهم من سلف هذه الأمة في الاعتناء بنقل القرآن الكريم بالمنهاج القويم والطريق المستقيم، والطريق المعتمد، والسبيل القوي، إذ تتابعت طبقاتُ المسلمين على نقل الكتاب العزيز طبقةً عن طبقة، وجماعةً عن جماعة، عبر عصور ممتدةٍ في الزَّمان من تاريخ الإسلام، و من خلال أصقاع وبلادٍ مترامية من ديار الإسلام، فكتب لهذا القرآن الكريم الحفظُ والبقاءُ، والخلودُ والمكوث في الأرض.
لقد قدِّر لهذا الكتاب العزيز، والنور المبين، أن يُنقل على نحوٍ لم يُنقل به كتابٌ قبله ولا كتابٌ بعده، إذ توافرت الدواعي على إحاطته بسياج متين من طرق الأداء والتبليغ، ووسائل الإسماع والتحمل، ومناهج التلقي والتلقين، ووسائط التعلم والتعليم، فأحصيتْ بذلك حروفُه حرفًا حرفًا، وانضبطت بذلك كلماتُه رسمًا رسمًا، وعُرفت قراءاتُه وجهًا وجهاً، وعُلمت رواياته طريقا طريقاً، و وضِّحت مناهج أدائه معيهاً معيهاً، وضُبطت مسالك تجويده مسلكا مسلكا، وبيِّنت حالُ الناقلين له رجلا رجلا وعلَما علَما...
وموضوعُ هذه المشاركة العلمية في هذه الندوة المباركة التي عزَّ نظيرُها في الندوات، لطرافة موضوعها، وجدَّة عناصر البحث فيها الحديثُ عن طرق تحمل القراءة ونقلها عند القراء المعتبرين من جهابذة الصدر الأول، و أعلام المقرئين في القرون المتأخرة.
وكان من البواعث عليها والدواعي إليها أمورٌ نجمل القولَ فيها على هذا النحو:
· لقد نبتتْ فينا نابتة سُوء من المسلمين – من كُتاَّب هذا العصر- تجادل في طرق نقل القرآن الكريم عامة وفي القراءات خاصة، وتزعم أن القراءات ليستْ وحيا، وإن كانت وحيا فليس يسلم طريقُ نقلها من كذاب، أو وضَّاع، أو متَّهم، أو من في دينه رقَّةٌ، وأنها إنما كانتْ لحاجة العرب يومَ أن تزل فيهمُ القرآنُ الكريمُ، لأن يروضوا ألسنتهم على نحو ما راضَ به محمدٌ صلَّى الله عليه وسلم وصحبه ألسنتهم، فكانت رخصةً ترخَّص بها من لم يُسعفه لسانُه أن يقرأ مثلا لفظ الصراط بإشمامه زايا فقرأه بصاد خالصة...أماَ وقد أذهب اللهُ ذلك العصرَ، وأُمِنَ أداء القرآن الكريم على النحو المعهود، والطريق المسلوك، فلا داعي للنظر في هذه القراءات فإنها اختيارية وليست إجبارية من الوحي!!!
· زُهْدُ كثيرٍ من أبناء المسلمين في الإقبال على تعلُّم القراءات نظريةً وممارسةً، وفرشًا وأصولا، وسماعا وتحمُّلا، لأنها زعموا علمٌ لا طائل تحته، وفنٌّ لا نفْع فيه، فتعلُّمُها رُزءٌ، وتحمُّلها غرْمٌ، والإقبالُ عليها مضيعةٌ للوقت، وإفناءٌ للعُمر فيما لا يجدي، ويكفي أن يتعلمَ ناشئُ الفتيان فينا ممن تخصَّص في الشريعة وعلومها قراءةَ شيخ واحد من البدور السبعة، ويُتقن منها رواية راو عنه فيكون للقرآن الكريم مرتِّلا، وبه قائما، وعلى حياضه ذائدا...وما علِم هؤلاء أنَّ بالقراءات تنحلُّ بعضُ مشكلات التفسير، وتُستنبط كثيرٌ من أحكام الآي الحكيم، وأنَّ السلفَ كما تعلَّموا قراءة بدر واحد واقتصروا على ذلك، كان فيهم من تعلم قراءة السبعة أو العشرة أو أكثر، كلُّ ذلك وفق منهج منضبطٍ، ومسلكٍ محْكم، قائم على الرواية والتلقين، والإسناد والتحديث، والعرض والإسماع، ونقْل الخالف عن المتقدم، والأوَّل عن الآخِر، وأنَّ ما وصل إلينا اليومَ من ذلك هو الحقُّ المنزل من السماء، والنُّور الذي تكلم به ربُّ العالمين جلَّ في علاه...
· إثباتُ أنَّ العلوم الإسلامية إلا ما استثُني من النظر الفقهي المبني على اجتهاد معتبر - كلها علوم منقولة بالرواية والتحديث، والإسماع والتلقين، فليس فيها للهوى مدخلٌ، ولا للرأي نظرٌ، ولا للاجتهاد مسْرحٌ، ولعمرُ اللهِ فما كان تلك سبيلُه، كان القلبُ إليه أركنَ، والعينُ به أقرَّ، واليقينُ به أثلجَ...
· بيان عناية أهل الإقراء بالإسناد، وإن كانوا في ذلك أقل درجة من عناية أهل الرواية والتحديث من نقلة السنن والآثار، ورواة المسانيد والأخبار، وإنما سبق المحدثون القراءَ[1] في ذلك، لأمرين اثنين: الأول: قوة صلة الصناعة الإسنادية بالعلوم الحديثية، فالحديث إسناد ومتن، الثاني: اعتناء القراء بنقل الأداء القرآني عناية عظيمة شغلتهم بالأهم عن المهم[2]..ولذلك وقع في كلام بعض الأئمة ممن ألف في القراءات والقراء ما قد يُفهم منه هذا المعنى كقول ابن الجزري:" وقد وقع لكثير من المتقدمين في أسانيد عنهم أوهام كثيرة، وغلطات عديدة من إسقاط رجال وتسمية آخرين، بغير أسمائهم ، وتصاحيف وغير ذلك[3]"، وقال الذهبي:" وأما القراء لا يدرون هذا أي الأسانيد".[4]
ولما عزم اللهُ لي على طرْق هذا الموضوع والكتابة فيه ، طفقتُ أبحثُ عن مصادره ومراجعه، وعن الدراسات والبحوث المدبجة فيه من قِبل المعاصرين، فلم أحْلَ من ذلك بعد السؤال والتقصي، والتفتيش الزائد، والتتبع الشديد- إلا على بحث:" الإسناد عند علماء القراءات" تأليف محمد بن سيدي محمد الأمين" المطبوع ضمن منشورات الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وهذا البحثُ وإن كان لا نظيرَ له في بابه، ولا شِكْل له بين أترابه، فهو قسيمُ هذه الدراسة في موضوعها بيْد أنه ليس يُغني عنها، إذ إنها تُعنى بالوقوف على حقيقة ألفاظ التحمل والأداء التي اهتبل بها القراء طوال تاريخ تحمُّل هذا العلم ونقْله، كما أنَّ منهج "البحث" و" الدراسة" في الطرح والتناول للموضوع ليس من مشكاة واحدة.[5]
هذا، ولقد رأيتُ بتوفيق من الله جلَّ وعلا أن تكون خطَّة هذه الدراسة على هذا النحو:
* مقدمة البحث: وفيها شرحت موضوع البحث وأهميته والباعث عليه وفصَّلت القول في مباحثه وأجزائه ومنهاج التناول فيه.
· مبحث تمهيدي في بيان المقصود من بعض ألفاظ عنوان الدراسة.
· المبحث الأول: في نظرةٌ تاريخية عن طرق تحمل القراءة في العهد النبوي وما والاه من القرون الفاضلة.
· المبحث الثاني: الكلامُ على حقيقة طرق تحمل القراءة.
· المبحث الثالث: عرضٌ لآراء العلماء بخصوص طرق التحمل التي سلكها القراء في نقل القراءات.
· الخاتمة في أهم الخلاصات وذكر بعض المقترحات والتوصيات التي تغني الإضافة العلمية للموضوع المبحوث فيه.
ولعل المنهاج المختار في مثل هذا الضرب من البحوث هو المنهاج القائم على الاستقراء للمعلومة المسعفة من كتب طبقات القراء خاصة وتواريخ الأعلام عامة، وكتب الفن المختلفة، مع ما ينضم إلى ذلك من التحليل والمقارنة للوصول إلى غايات هذه الدراسة ومراميها.
ولابد في هذه المقدمة من تقديم جزيل الشكر والعرفان، وعظيم الثناء والامتنان لفضيلة العلامة القارئ الشيخ الحسن محمد ماديك الذي دعاني إلى المشاركة في هذا المؤتمر العلمي المبارك، ورغَّبني في ذلك وزيَّنه في عيني، مع قلِّة البضاعة وعزَّة المصدر المُواتي، فجزاه اللهُ خيرَ الجزاء، ونفع به الإسلامَ والمسلمين، وأحيا اللهُ به ما اندرسَ من موات هذا العلم في هذه الأقطار المغربية، وأصلِّي وأسلِّم على الهادي البشير محمَّد بن عبد الله الأمين، وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين، والحمد لله ربِّ العالمين.
لابد من أجل فهم معاني هذه الدراسة من الإلمام ببعض ألفاظ العنوان الدَّالِّ عليها شرحا للمراد منها، وتفسيرا للمقصد فيها، فمن ذلك:
· بيان المقصود من الطرق: ليس المقصود من الطرق ههنا ما قد راج في مصطلح أهل القراءات: من الراوي النازل[6] أو الرواة عن الراوي عن الشيخ القارئ، وقد يقولون لذلك الطرق عن ورش، والطرق عن قالون – وإنما المراد ما قد يُفهِمُ المعنى اللغويُّ للطريق من أنه السبيل المؤدي، والنهج السالك، والمهيع النافذ، والوسيلة الموفية بالغرض، وهذا الذي نقصده ههنا، فكل وسيلة ينقل بها القرآن الكريم بقراءاته ورواياته تسمَّى من حيث اللغةُ طريقة أو طريقا، وقد تسمى الطرق عند أهل الحديث وجوها[7]، وقد تسمى أيضا عندهم أصول الرواية[8].
· بيان المقصود من التحمل: يرادف التحمل عند أصحاب هذا الشأن الأخذ والتلقي والنقل[9]، ولما كان التحمل والنقل بمعنى واحد عطفتُ أحدهما على الآخر في عنوان هذه الدراسة.[10]
أنُزل القرآن الكريم على قلب محمَّد صلى الله عليه وسلَّم ليكون للعالمين نذيرا، وهاديا إلى الله وبشيرا، فاهتبل به النبيُّ الكريم، حتى لا يتفلَّت منه، ويكون وعيه له كأشد الوعي وأتقنه وأسلمه، فكان المصطفى يعاني من الوحي أثناء التنزل شدة، ويعالج منه أمرا عظيما لما كان حريصا على أن لا يُسقط منه حرفا حتى يؤديه كما أنزل كاملا مستوفى مصونا.
ففي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:" كان النبي إذا نزل عليه جبريلُ بالوحي، كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يُعرف منه، فأنزل الله تعالى:" لا تحرك به لسانك لتعجل به"، أخذه ، " إنَّ عليْنا جمعَهُ وقرآنَه"، إنَّ علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرأه، " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"، قال: أنزلناه فاستمع له " ثم إنَّ علينا بيانه"، أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل ُ أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى[11]".
ومن مظاهر حفظ النبي للقرآن الكريم كما أنزل معارضة جبريل للنبي الأمين القرآنَ مرة كل عام في رمضان، ففي الصحيحين أيضا عن ابن عباس قال:" كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة".[12]
ولما كان العام الذي قُبض فيه المصطفى عارض جبريلُ النبيَّ الكريم مرتين.[13]
وهكذا ضمِن الله تعالى لرسوله عدم نسيان القرآن الكريم، إذ جمَعَهُ له في صدره، فانطلق النبيُّ الكريم يبلِّغ ما قد أُنزل عليه، ووعاه صدُره، وكان الطرازُ الأولُ من الناس الذين اختيروا لأداء الأمانة وتبليغ الرسالة هم الصحابةُ، أفضلُ الناس صحبةً، وأرقُّهم قلوبا، وأطيبهم معشرا، وأحرصُهم على القرآن الكريم، وأسرعهم له حفظا، وأصدقهم نقلا، وأحفظُهم أمانةً، فكان الواحدُ منهم يقبل على هذا الكتاب متعلما ناهلا منه ما شاء الله له أن ينهل.
لقد سلك النبُّي مع الصحابة منهجا واضح المعالم من أجل تعليم القرآن وتلقينه، ومن تفاصيل هذه المعالم[14]:
* تلقي القرآن الكريم مباشرةً من رسول الله : توفَّرت دواعي الصحابة الكرام على الإقبال على هذا الكتاب العزيز، غرْفاً من معينه، ونهلا من حياضه، وارتواءً من زُلاله، إذْ رأوا فيه نمطا غريبا، وسياقا عجيبا فيه الماءُ والرُّواءُ، والحُسْنُ والسَّناءُ، والجمالُ والجلالُ، ولعمرُ اللهِ فلقد كان مُباينا لمعهود كلام الفُصحاء الذين كانوا فيهم أشعرَ الناس، وأخطبَ الخلق، وأبلغَ من نطق بالضاد، مع ما انضم إلى ذلك من مخالطة بشاشة الإيمان لقلوبهم، وما أوتوا من اليقين الصادق، والاعتقاد الصحيح، والإخلاص الكامل.
والذي تضافرت عليه الأخبار، وجاءت فيه شواهد الآثار، أن النبي كان إليه مدار الأسانيد ونهايتها، وهو كان قطب رحى الطرق ورجالها، ومنه تسلسل القرآن الكريم وتواتر، وبالقرب منه صلَّى الله عليه وسلَّم تحقق علُوُّ الصحابة على بقية طبقات الإسناد، ومن تلك الشواهد الناصعات، والأخبار المشرقة الناطقات: ما أُثر عن أبي عبد الرحمن السُّلمي قال:" حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا".[15]
ويُفهم من هذا الأثر أنَّ النبي اعتنى بتعليم أصحابه القرآن الكريم، وأنَّ ذلك كان أمرا معلوما عندهم، وقد يكون من الرَّاجح أن ذلك كان يكون في مجالس تكون في المسجد النبوي، أو في غيره من المواضع التي كان يتواجد فيها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصحبه.
وهذا الوجه من أرفع وجوه الأخذ والتحمل، والتعليم والتعلم، ولقد أشار إليه من المتخصصين في القراءات و الإقراء علم الدين السخاوي ت643هـ عندما قال:" كان القراء في الأمر الأول يقرأ المعلم على المتعلم اقتداءً برسول الله ، فإنه كان يتلو كتاب الله على الناس كما أمره الله ..."[16].
* عرض الصحابي على النبي القرآن الكريم : أو قراءة الصحابي على النبي ، ومن الشواهد في ذلك حديث ابن مسعود المشهور قال:" قال لي النبي :" اقرأ عليَّ، قلتُ: أأقرأ عليك وعليك أنزل، قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغتُ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، قال: أمسك، فإذا عيناه تذرفان[17]".
* عرْض النبي على الصحابي : وهو نادرٌ بيْد أنه موجود، ويُفهم منه تواضع النبي صلوات ربي وسلامه عليه، ولعله كان منه ذلك لتثبيت المحفوظ، و أيضا لاختبار حفظ الصحابي، وبيان مزيته في الوعي للقرآن الكريم، ومما يَعْضُده ويؤيِّده ما أخرجه مسلمٌ من حديث أنس بن مالك أن رسول الله قال لأُبي:" إن الله أمرني أن أقرأ عليك، قال:" آلله سماني لك قال:" الله سماَّك لي قال:" فجعل أُبي يبكي".[18]
* تبليغ الناسِ القرآنَ الكريم على نطاق واسع : وهو صنيع ٌ كان النبي يفعله أحيانا يوم الجمعة، كما قد ثبت أنه قرأ سورة ق على المنبر يوم الجمعة، وذلك في الحديث الذي أخرجه مسلمٌ عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أختٍ لعمرة قالت:" أخذتُ ق والقرآن المجيد مِنْ في رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يقرأُ بها على المنبر في كل جمعة"[19].
* إجازتُه من يقرأ عليه عندما يُسأل رأيه في المقروء : لقد كان يقرأ القرآن الكريم على عدة أنحاء، وبعدَّة قراءات ووُجوه أُنزلت عليه، تخفيفا على الأمَّة، ورفعا للمشقَّة والحرج عنها، وعملا بحديث جبريل الذي فيه أمر فيه بتبليغ النبي :" إن الله يأمرك أن تقرأَ أمتُك القرآنَ على سبعة أحرف فأيما حرفٍ قرؤا عليه فقد أصابوا"[20]، فبادر صلَّى الله عليه وسلم إلى تنفيذ ما قد أُمر به، ولازم متَّبعا هديَ ربه تلاوةَ القرآن الكريم على عدة أنحاء آناء الليل وأطراف النهار، وفي الصلوات المكتوبات إماما بالمصلين، أو خطيبا في الناس، أو واعظا في المجالس، أو متقلبا بين ظهراني أصحابه مبشرا ونذيرا، وذلك مدةَ دعوته الميمونة المباركة خلال ثلاث وعشرين سنة، فحُفظت عنه صلَّى الله عليه وسلم حروفُ القراءات، إذْ رواها صحابته الكرام، واعتنوا بنقلها وتلقينها مَن بعدهم من التَّابعين في القرون التالية الفاضلة.
ومن الدليل على اعتماده الإجازةَ طريقاً لتصحيح القراءة، ما قد ثبت في الحديث المشهور عن عمر بن الخطاب قال:" سمعتُ هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه أقرأنيها، فكدتُ أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لبَّبْتُه بردائه، فجئتُ به رسولَ الله ، فقلتُ يارسول الله: إني سمعتُ هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأْتنيها فقال رسول الله أرسله اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله : هكذا أُنزلت، ثم قال لي اقرأ فقرأتُ فقال: هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه[21]".
وبهذا المنهاج أفلح النبيُّ في تلقين الصحابة القرآن الكريم، مع ما انضم إلى ذلك من حثِّه صلَّى الله عليه وسلم على تعلم القرآن وتعليمه وعدِّه ذلك من أفضل أعمال المسلم[22]، ووصيته بتعاهد كتاب الله خشية التفلت[23]، وبتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وأنَّ من قرأ حرفا منه فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها[24]، وأنَّ مَثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب.[25]
ومن نتائج حرص المصطفى على تلقين أصحابه القرآن الكريم أنْ أقبل عليه جمعٌ منهم حفظا ووعيا، فأتقنوا متنه، وضبطوا ألفاظه واشتملت صدورهم على حروفه، وكان من هذا الضرب أبيُّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء وعبد الله بن مسعود وسالم بن معقل مولى أبي حذيفة، وغيرهم ممن كانت أذهانهم بالقرآن سيالة[26]، وألسنتهم به متعطرة، وصدورهم له حاوية جامعة
ولم يـزل حفظُه بين الصحــابة في عُـلا حياةَ رسول الله مبتــدرا .[27]
وهؤلاء الحفظةُ للقرآن الكريم من الصَّحابة هم الذين تدور عليهم أسانيدُ وطرقُ مَن بعدهم مِن قُرَّاء الأمصار المشهورين، وإليهم موئلُ الروايات وإن انتشرت، وبهم يتَّصلُ كلُّ منْ له في هذا الفنِّ رغبةٌ اتصالَ شرفٍ وفضلٍ ومزيةٍ.
ولقد سار الصحابةُ بعد الوفاة النبوية بسيْر الرسول الكريم ، ونسجوا على منواله في تلقين القرآن الكريم بقراءاته ورواياته للتابعين، امتثالا لأمر الهادي البشير الوارد في قوله :" بلغوا عني ولو آية...[28]"، وقوله :"...ألاَ ليبلغ الشاهد الغائبَ، فلعل بعضَ من يبلغه أن يكون أوعى له مِن بعض مَن سمعه.."[29].
وهكذا صار للصحابة سَنَنٌ معين في تلقين القرآن الكريم للتابعين، وعُرفت في الآخذين عنهم كثرةٌ، أوجبت ظهور مدارس واتجاهات في القراءة والإقراء، والتلقي والتلقين، ومن بين هذه المدارس، مدرسة عبد الله بن عباس بمكة، ومدرسة أبي بن كعب بالمدينة، ومدرسة عبد الله بن مسعود بالكوفة، وعن هذه المدارس وغيرها تشعبت الطرق في القراءة، وتعددت الروايات في الأخذ والتحمل، فممَّن أقرأه عبد الله بن مسعود: علقمة والأسود وعبيدة ومسروق وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس[30]، وذكر مسروق قراءته على عبد الله بن مسعود فقال:" كان عبد الله يقرأ بنا القرآنَ في المجلس، ثم يجلس بعده يحدِّث الناس[31]".
وسيرد في المبحث الموالي تفصيل الكلام عن مناهج أخْذ التابعين للقرآن الكريم بقراءاته عن الصحابة الأكرمين.
وإذا نحن أمعنا المسيرَ في عصر التابعين، ألفيناهم من أشدِّ الناس اقتداءً بمن سلف من الصحابة في تعليم القرآن الكريم: تجويداً لألفاظه، وعنايةً برسمه، ونقلا لوجوه أدائه، وحرصًا على معرفة قراءاته فرشا وأصولا، وممارسةً وتطبيقاً.
يقول أبو عبد الرحمن السلمي[32] - بعد أن روى عن عثمان بن عفان الحديث المشهور:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه"...وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا[33]"، ومعلومٌ أن أبا عبد الرحمن السلمي قد أخذ القراءة والقرآن عن طائفة من الصحابة، وذلك يُفهم من قوله:" حدثني الذين كانوا يقرءوننا : عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب أن رسول الله كان يقرئهم العَشر فلا يجاوزونها إلى عَشر أخر، حتى يعلموا ما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا"[34].
وتتابع الناس في القرون الفاضلة الموالية على اتباع نهج التابعين في أخذ القرآن والقراءة آخِرًا عن متقدِّم، ولاحقًا عن سابق، بالشَّرط المعهود، والطَّريق المسلوك، المتَّبع لأصول الرواية، والمقيَّد بوجوه النقل المعتبرة عند أهل الشأن.
ومن كبار أتباع التبع وصغار التابعين الذين لم يرووا إلا عن صحابي واحد أو اثنين- ممن ساروا على نهج مَن سلف في الإقراء، عطاء بن السائب الثقفي الكوفي[35] الذي كان يقول:" كنا نقرأ على أبي عبد الرحمن وهو يمشي[36]".
وتوالت عنايةُ المسلمين بعد عصر أتباع التبع بنقل القرآن الكريم بقراءاته نقلا صحيحا معتبرا، جيلا عن جيل، وطبقةً عن طبقة، وجماعةً عن جماعة، محقِّقا التواتر الذي يستحيل تواطُؤُ ناقليه على الكذب والتزيد، مع لزوم طرق النقل التي كان معمولا بها في ذلك العصر، من وجوه الأخذ المتنوعة من قراءة على الشيخ التي تُسمى عرضا، وسماع منه، وإجازةٍ وغير ذلك مما يُعلم أنه قد استُعمل من قِبَلِ طبقات القراء من خلال صيغ الأداء الواردة عنهم في تراجمهم، أو في تآليف المصنِّفين منهم، وذلك ما سوف نُفصِّل القولَ فيه في المبحث القادم إن شاء الله.
هذا المبحث معقودٌ للكلام على حقيقة طرق القراءة التي سلكها المقرئون من فجر الإسلام إلى عصور متأخرة، وسنذكر ههنا هذه الطرق بحسب ما أوقفنا البحثُ عنها في كتب تراجم القراء الذين نقلوا حروف القراءات، ومن كتب القراءات نفسها ما وجدنا إلى ذلك سبيلا، على أننا نوضح أننا لسنا نرجع إلى بحث معاصر سابق ألمَّ بهذه الطرق عند أهل هذا الشأن، ولذلك فالمدارُ على الاجتهاد الشخصي في جمع هذه الطرق والاستدلال على صحة الأخذ بها من شواهد نذكرها، فإن وفِّقنا فذاك الذي قصدنا، وإن كانت الأخرى فحسبنا الاجتهاد وبالله نتأيد ونستعين فهو نعم المولى ونعم النصير.
وأُرانا واجبا علينا أن نُكرر القولَ هنا في أنه كان معلوما لدى السلف من قَرَأَةِ هذه الأمة أنَّ القراءة " التي عليها الناسُ بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام، هي القراءة التي تلقَّوها عن أوَّليهم تلقيا"[37]، ولذلك أُثِر عن غير واحد منهم:" القراءة سنة"[38] وزاد بعضُهم:" يأخذها الآخر عن الأول[39]"، ولا يُتصوَّر أن يكون التلقي إلا بواسطة رواية جماعة عن جماعة وذاك هو التواتر، أو بالإسناد الذي ليس يتبدى إلا من خلال صيغ الأداء التي تدل على جملة من وجوه التحمل الموظَّفة أثناء النقل والأخذ، ومن هذه الوجوه:
1 - السماع من لفظ الشيخ القارئ : لامرية في أنَّ النبي كان يُسمع الصحابةَ القرآن الكريم، لأنَّه المُوحى به إليه، فمن أجل أن يعْرفه مَنْ حوله لابُدَّ أن يكون هو المتكلِّم به الأول، والمظهِرُ له، فمَنْ رام من الصَّحابة تعلُّم القرآن ولم يَسبق له به معرفةٌ، فإنه سامعُه ولابُدَّ ابتداءً منه صلَّى الله عليه وسلم، ومن أمثلة استعمال هذا الطريق في أخذ القرآن الكريم بقراءاته: قول عمر بن الخطاب في قصته مع هشام بن حكيم للنبي :" إني سمعتُ هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأْتنيها"[40].
ومن أمثلته الصريحة في أن النبي كان يقرأ على الصحابة، ما قد ثبت من أنه قال لأُبي:" إن الله أمرني أن أقرأ عليك، قال:" آلله سماني لك قال:" الله سماَّك لي قال:" فجعل أُبي يبكي".[41]
وساق ابن مجاهد بسنده إلى عاصم بن بهدلة قال:" قلت للطفيل بن أبي بن كعب:" إلى أي معنى ذهب أبوك في قول رسول الله له:" أُمرت أن أقرأ القرآن عليك، فقال: ليقرأ عليّ"َ فأحْذُوَ ألفاظه".[42]
ولذلك فهم أئمةُ القراءة أن أُبيًّا سمع من لفظ الرسول وتعلم منه، كالإمام القاسم بن سلام الذي قال:" معنى هذا الحديث أن يتعلم أبي قراءة رسول الله ، لا أن رسول الله يتعلم قراءة أبي رضي الله تعالى عنه".[43]
وهذا النوع من الأخذ هو الذي كان فاشيا في العهد النبوي، إذْ أسبابه موجودةٌ، ودواعيه متوافرة، فالنبيُّ كان هو المصلي بالناس في الصلوات الجهرية، وهو كان يقرأ فيها القرآن الكريم، فيسمعه مَن يحضره من الصحابة، فيأخذون ما لم يكن عندهم منه، ومعلومٌ أن قراءة النبي كانت جامعة لوجوه القراءات المختلفة، حاوية لأنواع الروايات وضروب الطرق.
وقال بهذا بعضُ المعاصرين من المتخصصين في القراءات، وغيرهم ممن حقق كتابا في هذا الفن كالدكتور شوقي ضيف الذي قال في مقدمة تحقيقه للسبعة لابن مجاهد:" فالسماع والمشافهة هما أساس القراءات"[44].
ولقد كان إسماع القرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته معمولا به في العصور الإسلامية كلها، واشتهر مقرئون نذروا أنفسهم لهذا الشأن، حتى بزوا فيه غيرهم، فأعيوا من خلفهم، وكان من بينهم:
· عبد الله بن مسعود الصحابي: قال مسروق:" كان عبد الله يقرأ بنا القرآنَ في المجلس ثم يجلس بعده يحدث الناس[45]"، وهو الذي قال أيضا:" ما أعلم شيئا أو ما أقرأ شيئا إلا وعلقمة يعلمه[46]".
· أبو عبد الرحمن السلمي الذي قد خلا في الذكر، فلقد أخرج ابن أبي شيبة بسنده عن أبي إسحاق السبيعي[47] قال:" أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة"[48]، وليس يُفهم من استعمال صيغة أقرأ إلا أن أبا عبد الرحمن السلمي كان يسمع القرآن الكريم.
· الوليد بن عتبة الأشجعي أبو العباس الدمشقي المقرئ ت 240هـ: " حمل عنه القراءة سماعا أحمد الحلواني وفضل بن محمد الأنطاكي".[49]
· أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد التميمي البغدادي المقرئ ت324هـ: روى القراءة عنه سماعا محمد بن أحمد بن علي أبو مسلم الكاتب البغدادي المتوفى سنة 399هـ[50].
· يزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ أحد العشرة المدني: قال الذهبي:" تصدى لإقراء القرآن دهرا، فورد أنه أقرأ الناس من قبل وقعة الحرة.."[51].
· بكار بن أحمد بن بكار أبو عيسى البغدادي المقرئ ت353هـ:" أقرأ القرآن نحوا من ستين سنة[52]".
· عبد الرحمن بن علي بن أحمد أبو الحسن ابن الدوش الشاطبي المقرئ ت 496هـ : قال ابن بشكوال:" أقرأ الناس وأسمعهم..."[53].
· محمد بن أبي الفرح فخر الدين أبو المعالي الموصلي المقرئ الشافعي ت621هـ: قال الذهبي:" قرأ جماعة من الطلبة على الشيخ أبي بكر بن المشيع الجزري:" أخذتُ عنه الحروف سماعا".[54]
وكثيرٌ من كتب القراءات ومنظوماتها التي اشتملت على قواعدها وأصولها، وحروفها وفرشها سُمعت على كثير من أئمة هذا الشأن، ككتاب التيسير لأبي عمرو الداني الذي سُمع على:
· الحسن بن محمد بن الحسن الأنصاري أبو علي ويعرف بابن الرهبيل الأندلسي ت 585هـ: قال ابن الأبار في ترجمته:" وحكى التجيبي أن طلبة الإسكندرية تزاحموا عليه لسماع التيسير لأبي عمرو المقرئ بروايته عن ابن هذيل سماعا...وصارت له عندهم بذلك وجاهةٌ"[55].
· أبو الحسن بن هذيل: سمع منه التيسير جعفر بن عبد الله بن سيد بونة الأندلسي المتوفى سنة 624هـ[56].
· الشاطبي: الذي سمع منه التيسير أبو عمرو بن الحاجب عثمان بن عمر الكردي المقرئ النحوي الأصولي أحد الأعلام المتوفى سنة 646هـ.[57]
· أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني: سمع عليه التيسير عليُّ بن شجاع بن سالم الهاشمي العباسي المصري الشافعي ت661هـ الذي وصفه الذهبيُّ بكونه:" شيخ القراء بالديار المصرية في زمانه"[58].
· وكالشاطبية التي سُمعت على:
· أبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف الأنصاري المقرئ الفقيه المالكي ت631هـ الذي سمع منه الشاطبية الشيخُ عبد الصمد بن أبي الجيش.[59]
· الإمام الشاطبي أبو القاسم المقرئ المشهور الذي سمع منه الشاطبية خلق منهم: عبد الله بن محمد بن عبد الوارث أبو الفضل الأنصاري المصري المعروف بابن فار اللبن ت664هـ، قال الذهبي:" وكان آخر من روى عن أبي القاسم في الدنيا"[60].
· الدلاصي[61] شيخ الإقراء بالحرم الشريف وصاحب الكمال بن فارس توفي بعد الذهبي الذي أفاد أنه:" سمع الشاطبية من أبي الفضل محمد بن هبة لله بن الأزرق.[62]
2- العرض على الشيخ المقرئ: وهو الذي يسمى القراءة على الشيخ، قلتُ: والمفهوم من تصرفات أهل القراءة والإقراء أن العرض الذي فسره المحدثون بمثل ما ذكره القاضي عياض، هو الذي كانوا يلتزمون به أثناء تلقين الروايات والوجوه للراغبين في هذا الفن، فممن ثبت أنه سلك هذا الطريق من طرق التحمل والأخذ:
* مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي أحد الأعلام من التابعين والأئمة المفسرين ت103هـ: قال:" عرضت القرآن على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات أوقفه عند كل آية"[63]، وود أن عرضه كان نحو ثلاثين مرة"[64].
* الأسود بن يزيد النخعي أبو عمروت75هـ: الذي:" أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود ".[65]
* أبو عبد الرحمن السلمي الذي تقدم ذكرُه مرارا وكرارا:" " قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب".[66]
* أبو رجاء العطاري عمران بن تيم البصري105هـ: " أخذ القراءة عرضا عن ابن عباس "[67].
* أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران ت93هـ:" قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن أُبي وزيد بن ثابت وابن عباس"[68]، وجعله الذهبي ضمن التابعين الذين:" درات عليهم أسانيدُ القراءات المشهورة ورواياتهم[69]".
فهذا الطراز الرفيع من التابعين، ومن أمثلة هذا الضرب من غيرهم :
· نصر بن عاصم الليثي الدؤلي البصري النحوي ت قبل سنة 100هـ، قال الداني:" روى القراءة عرضا عبد الله بن أبي إسحاق الخضرمي وأبو عمرو بن العلاء".[70]
· يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ أحد القراء العشرة ت130هـ: قال ابن الجزري:" عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم".[71]
· إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مولاهم المدني القارئ ت 180هـ:" أخذ القراءة عرضا عن شيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان[72]".
· إسماعيل بن عبد الله القسط: أفاد الذهبي أنه روى القراءة عرضا عن شبل بن عباد المكي صاحب ابن كثير مقرئ مكة.[73]
· نصير بن يوسف بن أبي نصر أبو المنذر الرازي البغدادي النحوي ت حوالي سنة240هـ: قال شمس الدين ابن الجزري:" أخذ القراءة عرضا عن الكسائي وهو من جلة أصحابه وعلمائهم"[74].
· معروف بن مشكان أبو الوليد المكي مقرئ مكة ت165هـ قال ابن الجزري:" أخذ القراءة عرضا عن ابن كثير وهو أحد الذين خلفوه في القيام بها بمكة...روى عنه القراءةَ عرضا إسماعيل القسط، مع أنه عرض على ابن كثير"[75].
· أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ت444هـ: الذي يقول فيباب ذكر الإسناد الذي أدى إلي القراءة عن هؤلاء الأئمة من الطرق المرسومة عنهم رواية وتلاوة": إسناد قراءة نافع:...وقرأت بها القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى بن عمران المقرئ الضرير وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ، وقال: قرأت على إبراهيم بن عمر المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان وقال قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد بن الأشعث وقال قرأتُ على أبي نشيط محمد بن هارون وقال قرأت على قالون وقال قرأت على نافع".[76]
· أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي الإشبيلي المعروف بابن خير ت575هـ: الذي يقول:" كتاب التقريب والإشعار في مذاهب القراء السبعة أئمة الأمصار ، تأليف شيخنا الإمام أبي محمد شعيب بن عيسى بن علي الأشجعي المقرئ :" حدثني به قراءة مني عليه بلفظي غير مرة، وقرأتُ عليه القرآن العظيم بما تضمنه ختمات كثيرة مفردة ومجموعة نفع الله بذلك يوم القيامة".[77]
وهناك من أعلام القراء من كان يجمع بين العرض والسماع في أخذ القراءة، وممن تهيأ له ذلك:
· القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي ت 224هـ قال أبو عمرو الداني:" أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي وشجاع بن أبي نصر وإسماعيل بن جعفر..."[78].
· أحمد بن صالح أبو جعفر المصري الحافظ المقرئ ت248هـ:" قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش وقالون وإسماعيل بن أبي أويس وأخيه أبي بكر عن نافع"[79].
· أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي ت258هـ أحد كبار القراء وحذاقهم :" قال
أبو عمرو الداني:" أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي....[80]".
· محمد بن الحسن بن علي أبو طاهر الأنطاكي المقرئ أحد أعلام القرآن ت380هـ:" قال أبو عمرو الداني:" أخذ القراءة عرضا وسماعا عن إبراهيم بن عبد الرزاق وهو من جلة أصحابه ومن أثبت الناس فيه".[81]
- الإجازة:
فممن أجاز أو استُجيز في شيء من القرآن الكريم أو في قراءاته:
* يونس بن عبد الأعلى بن موسى أبو موسى الصدفي المصري المقرئ تن246هـ: قال محمد بن عبد الرحيم أبو بكر الأصبهاني المقرئ شيخ القراء في زمانه ت 296هـ:" صار جماعة من القراء إلى يونس بن عبد الأعلى، وأنا حاضر فسألوه أن يقرئهم القرآن، فامتنع، وقال أحضروا مواسا[82] ليقرأ، فاسمعوا قراءته عليَّ، وهي لكم إجازة، فقرأ عليه القرآن كله، في أيام كثيرة، وسمعتُ قراءته عليه".[83]
* مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني ثم الأندلسي ت 437هـ الذي أجاز محمد بن شريح الرعيني الإشبيلي ت476هـ صاحب كتاب الكافي[84].
* محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون أبو منصور البغدادي المقرئ الدباست539هـ: قال الذهبي:" أجاز له أبو محمد الجوهري، وهو آخر من روى في الدنيا عنه[85]".
· محمد بن سعيد بن أحمد بن زرقون أبو عبد الله الإشبيلي مسند الأندلس ت586هـ: قال ابن الجزري:" روى القراءات إجازة عن أحمد بن محمد الخولاني.."[86].
* محمد ابن المقرئ الكبير تقي الدين الجرائدي عماد الدين من أهل المائة الثامنة:" قال الذهبي:" رأيتُ معه إجازة صحيحة بقراءته مفردا للسبعة على الكمال الضرير"[87].
* الحاج محمد بن قايماز عتيق ت702هـ: قال الذهبي:" قرأ القراءاتِ على السخاوي مقردا لا جامعا، وكان معه إجازة[88]".
* أحمد بن الحسن بن علي أبو جعفر الكلاعي المعروف بابن الزيات الحموي ت730هـ: قال ابن الجزري:" ...وروى القراءات إجازة عن أحمد بن يوسف الهاشمي صاحب ابن واجب.."[89].
* شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري ت833هـ: قال عند ترجمة شيخه أحمد بن إبراهيم بن داود بن محمد المنبجي المعروف بابن الطحان ت782هـ:" قرأتُ عليه نحو ربع القرآن لابن عامر والكسائي، ثم جمعت عليه الفاتحة وأوائل البقرة بالعشر، واستأذنته في الإجازة، فتفضل وأجاز ولم يكن له بذلك عادة".[90]
وشاعت الإجازة بكتب القراءات، بين أهل العلم، فممن حصل له ذلك:
· إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن وثيق أبو إسحاق الأندلسي الإشبيلي المقرئ ت 654هـ: قال الذهبي في ترجمته معددا مسموعاته ومروياته من القرآن:"...وقال:" أخبرنا[91] بكتاب التيسير أبو عبد الله بن زرقون إجازة عن أحمد بن محمد الخولاني إجازة عن أبي عمرو الداني"[92].
· أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة الأموي المرسي الأندلسي: قال الذهبي أثناء ترجمة ولده أبي بكر محمد بن أحمد المرسي ت 599هـ:" سمع الكثير من والده من ذلك التيسير لأبي عمرو الداني بإجازته من الداني[93]".
· محمد بن قاسم بن فيره الجمال أبو عبد الله ابن أبي القاسم الشاطبي ت حوالي 655هـ، قال ابن الجزري:" روى حرز الأماني عن أبيه سماعا إلى سورة ص والباقي إجازة..".[94]
· المؤيد الطوسي وزينب بنت الشعري كلاهما أجاز أبا الفضل أحمد بن تاج الأمناء بكتاب الغاية في القراءات لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني ثم النيسابوري ت381هـ، وهو الكتاب الذي قرأه الحافظ الذهبيُّ على أبي الفضل أحمد بن تاج الأمناء.[95]
· أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي المجاري الأندلسي ت862هـ: قال الُمجاري عند الترجمة لشيخه أبي عبد الله محمد بن محمد بن علبي القيجاطي المقرئ الذي يصفه بأنه" إمام الأئمة في إقراء القرآن"[96] معددا كتب القراءات التي أخذها عنه- :" ...وجامع البيان تأليف أبي عمرو الداني، سمعتُ بعضه تفقها، وأجازني جميعه"[97].
· أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن غازي العثماني المكناسي ت919هـ، الذي قال عند مناسبة ذكر شيخه أبي عبد الله محمد بن الحسين بن حمامة الأوربي النيجي الشهير بالصغير ت 887هـ:" التيسير للحافظ أبي عمرو الداني:" عرضت عليه صدرا منه وأجاز لي جميعه....".[98]
وكان بعض أهل القراءة يتشدد في الإجازة بها تشدد متصون محتاط لكتاب الله، كصنيع محمد بن أحمد بن بضحان بن عين الدولة بدر الدين الدمشقي شيخ مشايخ الإقراء بالشام ت 743هـ، الذي ذكر عنه ابن الجزري أنه كان " إذا نسي قارئ بين يديه وجها من وجوه القراءة يضرب بيده على الحصير، فإن أفاق القارئ ورجع إلى نفسه أمضاه له وإلا لا يزال يقول للقارئ ما فرغت حتى يعييه، فإذا عييه رد عليه الحرف، ثم يكتبه عليه، فإذا ختم، وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع التي نسيها أو غلط فيها في سائر الختمة، فإن أجاب عنها بالصواب، كتب له الإجازة، وإن نسي قال له أعد الختمة فلا أجزت على هذا الوجه، وهكذا كان دأبه على هذه الحال، بحيث أنه لم يأذن لأحد سوى اثنين وهما سيف الحرير وابن نحلة حسبُ لا غير في جميع عمره مع كثرة من قرأ عليه وقصده من الآفاق"[99].
ومن العادات المرضية عندهم في الإجازة، الإشهاد عليها، كالذي حصل لابن الجزري عندما أجازه شيخه محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن شمس الدين بن الصائغ الحنفي ت 776هـ قال ابن الجزري:" وكتب لي الإجازة بخطه سألته أن يذهب إلى شيخنا جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي شيخ الشافعية، فذهب إليه وهو بالمدرسة الناصرية فأشهده..."[100].
وقال ابن الجزري منوها بهذا الصنيع عند الإجازة:"...وأما ما جرت به العادة من الإشهاد على الشيخ بالإجازة والقراءة، فحسنٌ يدفع التهمة، ويسكن القلب[101]".
ويستحسن أن يشهد أقران الشيخ القارئ من الشيوخ النجباء من القراء المنتهين، قال ابن الجزري:" لأنه أنفع له حال كبره".[102]
وقد يطلب بعض القراء من المستجيز جُعلا، بيد أن ذلك ليس لهم بعادة عامة.[103]
وهذا نموذج من إجازات أهل الإقراء لبعض القراء، فمن ذلك:
ما كتبه محمد بن علي بن محمد بن أبي العاص النفزي المقرئ الشاطبي توفي حوالي سنة550هـ لأبي محمد القاسم بن فيره بن أبي القاسم الرعيني الشاطبي المعروف ت590هـ:" إن صاحبنا أبا محمد القاسم بن فيره بن أبي القاسم الرعيني حفظه الله وأكرمه قرأ عليَّ القرآن كله مكررا ومرددا، مفردا لمذاهب القراء السبعة أئمة الأمصار من رواياتهم المشهورة وطرقهم المعروفة التي تضمنها كتاب التيسير والاقتصاد للحافظ أبي عمرو المقرئ وغيرهما، وهم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وعبد الله بن عامر الشامي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الزيات الكوفي، وعلي بن حمزة الكسائي الكوفي، فأما قراءة نافع من رواية ورش عنه، فقرأت بها القرآن كله وبغيرها من الروايات والطرق المضمنة في الكتابين المذكورين على الفقيه الأجل الشيخ المقرئ الإمام الأوحد أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد قال: قرأت بها القرآن كله أيضا على الفقهاء الجلة الشيوخ المقرئين الأئمة أبي الحسن علي بن عبد الرحمن الأنصاري المعروف بابن الدوش، وأبي داود سليمان بن القاسم الأموي، وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد رحمة الله عليهم، قال: أخبروني بها عن الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ مؤلف الكتابين المذكورين تلاوة عليه بالأسانيد المذكورة فيهما للأئمة السبعة الموصولة إلى النبي ، فأغنى ذلك عن ذكرها ههنا.....فَلْيَروِ أبو محمد القاسم المذكور ذلك كله عني وجميع ما صح عنده من روايتي، وليقل في ذلك كله كيف شاء من حدثنا وأخبرنا وأنبأنا...ثم ذكر تاريخ الإجازة في شهر ربيع الآخر عام 555هـ والحمد لله حق حمده، وصلى الله على نبيه وعبده وسلم تسليما".[104]
* محمد بن سعيد بن أحمد بن زرقون أبو عبد الله الإشبيلي مسند الأندلس ت586هـ : قال ابن الجزري:" روى القراءات إجازة عن أحمد بن محمد الخولاني.."[105].
- المناولة :
ومن الأمثلة التي وقفت عليها وفيها التصريح بالمناولة في الأخذ:
· أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن غازي العثماني المكناسي الذي قال عند ترجمة شيخه أبي عبد الله محمد بن القاسم محمد بن يحيى النفزي الشهير بالسراج من أهل المائة التاسعة:" الوجيز النافع في شرح الدرر اللوامع لابن مسلم:"أخبرني به عن أبيه عن جده قال: قرأت بعضه على مؤلفه وناولني جميعه في أصلي منه الذي انتسخه لي من أصله وقابله به، وبعثه لي من سبتة بعد أن كتب لي عليه الإجازة".[106]
· أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي الإشبيلي المعروف بابن خير الذي قال عند ذكره لكتاب الإبانة عن معاني القراءات تأليف مكي بن أبي طالب القيسي:" حدثني بذلك كله الشيخ أبو الأصبغ عيسى بن محمد بن أبي البحر الزهري مناولة منه لي، والشيخ الوزير أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي إذنا ومشافهة قالا: حدثنا بها الشيخ أبو مروان عبد الله بن سراج عن مؤلفها أبي محمد مكي ...".[107]
هذا الذي أوقفني عليه البحثُ الشديد والتتبع الزائد، من الطرق التي سلكها المقرئون في تلقين القراءات وتلقينها مَنْ بعدهم إلى يوم الناس هذا.
لقد اتضح من خلال ما سبق تفصيل القول فيه، أن الطرق التي اعتمدها القَرَأةُ في تلقين القرآن الكريم بقراءاته ورواياته، هي من جملة الطرق التي اعتمدها أهل الحديث في تبليغ حديث المصطفى ، بيْد أن نقل القرآن الكريم اختُصَّ بمزيد عناية الأمة إذ نصبتْ نفسها لحمله طبقة عن طبقة، وجيلا عن جيل، فتحقق فيه شرط التواتر في الثبوت، وقيد النقل الذي لا يقع فيه تواطؤ على التزيد أو الكذب بحال من الأحوال.
ولعل المتأمل فيما مضى يُدرك أن الطرق المعتمدة في تلقين القرآن الكريم بقراءاته، مذ عصر النبي إلى العصور المتأخرة تتلخص في الآتي:
* السماع من لفظ المقرئ التالي: ويقابل ذلك عند أهل الحديث: السماع من لفظ الشيخ، وهو عندهم منقسم إلى إملاء أو تحديث، وسواء كان من حفظه أو القراءة من كتاب.[108]
وهذا الطريق عند أهل الحديث من أعلى طرق التحمل والأخذ، وبذلك صرحت عباراتهم، فهذا القاضي عياض السبتي ت544هـ - وهو الذي ألف ابتداءً في طرق التحمل عند أهل الحديث- يقول:" وهو أرفع درجات أنواع الرواية عند الأكثرين"[109]، ولقد دلت وقائعُ الأخبارِ التي أرشد إليها الاستقراءُ الصحيحُ المعتبرُ أن النبي هو المبتدئ الصحابةَ بالقرآن الكريم، لأنه أول مُخْبر – بفتح الموحدة- به، فاقتضى ذلك أن يكون الصحابةُ سمعوا القرآن الكريم بقراءاته المختلفة منه مدةَ حياته ، وفقَ ما كان يعارضه به جبريل .
ومضى على ذلك جيلُ الصَّحابة في تلقين مَنْ بعدهم من التَّابعين الخالفين، لأن الآخِر (المتلقي) يكون فارغ الذهن، متهيئا للأخذ، فيقتضي ذلك مُبادرة الأوَّل (الشيخ القارئ) لإسماع القرآن المتلوِّ أبا عن جد، وطبقة عن طبقة، وجيلا عن جيل، متحقِّقا فيه أرقى درجات التوثيق، وأعلى مراتب التثبت حتى يصل الأمرُ إلى رسول الله ( الشيخ الأول والقارئ الأول) الذي أُوحي إليه بقوله تعالى:" سنقرئك فلا تنسى".[110]
ولقد تسلسل أخْذُ القرآن الكريم بقراءاته بواسطة هذا الطريق، في جيل أتباع التبع، وجيل العلماء العاملين، وطبقة الأئمة المهديين، وعصر القراء الحافظين الضابطين، حتى زمن التأليف والتدوين، وجمع الحروف والقواعد والضوابط في تصانيف كانت لهذا العلم منارات هادية، وعلامات في سبيل المحافظة على كتاب الله غضا طريا كما أنزل- مرشدة.
ولقد أشار علمُ الدين السخاوي إلى جملةٍ من هذا الذي استقريتُه من وقائع تاريخ الرسول الله وصحابته وتاريخ القرون الفاضلة، فقال:" كان القراءُ في الأمر الأول يقرأ المعلِّم على المتعلم اقتداءً برسول الله ، فإنه كان يتلو كتاب الله َّ على الناس كما أمره الله َّ، وكذلك كان جبريل يعرضه على رسول الله ، كما قال الله :" فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"، وكانوا يلقنونه من يتعلمه خمسا خمسا....".[111]
ونقل السخاويُّ هنا جملة من الأخبار الدالة على مسارعة الصحابة والتابعين إلى الأخذ بهذا الهدي في تلقين القرآن الكريم بقراءاته لمن بعدهم، كقول يونس بن أبي رجاء:" كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات"[112]، وكقول أبي بكر بن عياش الذي فيه:" لما أتت لي إحدى وعشرون سنة أتيت عاصما فأخذت عنه القرآن خمسا خمسا، قال: وأخبرني أنه أخذه على زر ثلاثا ثلاثا، قال: فأخبرني أنه أخذه على ابن مسعود آية آية، قال: فكنتُ إذا فرغتُ منها يقول لي: خذها إليك، فهي خيرٌ مما طلعت عليه الشمس، ولهي خيرٌ من الدنيا وما فيها"، [113]ثم ختَم السخاويُّ ذكر هذه الأخبار بقوله:" فهذه حال التلقين[114]".
* القراءة على الشيخ : وهي التي وُسمت – كما سبق بيانه- عند أهل العلم بالعرض، قال القاضي عياض السبتي :" وأكثر المحدثين يسمونه عرضا لأن القارئ يعرض ما يقرؤه على الشيخ كما يعرض القرآن على إمامه"،[115] وهذا الوجه من وجوه التحمل المعتبرة عند أهل الحديث، ولذلك قال عياضٌ حاكيا نفيَ الخلافِ في وجوب الأخذ به:" ولا خلاف أنها رواية صحيحة".[116]، وأسند عن الإمام مالك أنه سُئل فقيل له:" العرضُ، أحبُّ إليك أم السماع؟ قال:" بل العرض...".[117]
وهذا الوجه من وجوه التحمل عند القراء قويٌّ في الأخذ، عليه يكون التعويل في جودة التلقف وصلابته ومتانته، لأنه كما يقول علم الدين السخاوي طريقُ" من يريد تصحيح قراءة أو نقل رواية أو نحو ذلك"[118].
ولقد بين السخاوي منهج السلف في الأخذ بهذا الوجه في التلقين والتعليم، فذكر أن نافعا كان يُقرئ ثلاثين آية، وأنَّ حمزة كان يقدِّم في الإقراء الفقهاء، فأوَّل من يقرأُ عليه سفيان الثوري ومندل بن علي، وأبو الأحوص، ووكيع، فيقرئهم خمسين خمسين، ثم يُقرئ بعدهم الكسائي وسليما ونحوهما ثلاثين آية.[119]
* الإجازة: وهي في حقيقتها عند أهل الحديث إذنٌ بالرواية لفظا أو خطا يفيد الإخبار الإجمالي عرفا، وأركانها مجيز ومجاز به ومجاز له وصيغة الإجازة[120]، ولقد وقع خلاف بين أهل هذا الشأن الحديثي في تعين المصير إليها وجها من وجوه تحمل العلم وروايته، ومرد الخلاف إلى نوع الإجازة وكيفيتها، لكن الذي " استقر عليه العمل جواز الرواية والعمل بها...وأبطلها جماعات من الطوائف"[121].
والمتأمل في تصرفات القراء يجد أنهم اعتمدوا الإجازة َطريقا لتلقين القرآن الكريم بقراءاته، ولنقل الكتب التي ألفت في علم القراءات ورسم القرآن وضبطه.
المناولة : من ناول يناول الشيءَ إذا تفضل بإعطائه يدا بيدٍ، ومعناها عند المحدثين مرتبط بذكر صورها وهيئاتها، فمن ذلك أنهم قالوا:" أن يناول الشيخُ الطالبَ سماعَه ويجيزه ثم يمسكه الشيخُ عنده ولا يبقيه عند الطالب".[122]
والمناولة عند أهل الحديث منحطةٌ عن السماع والقراءة على الشيخ، قال النوويُّ:" وهو قول الثوري والأوزاعي وابن المبارك وأبي حنيفة والشافعي والبويطي والمزني وأحمد وإسحاق ويحيى بن يحيى، قال الحاكم: وعليه عهدنا أئمتنا وإليه نذهب"[123].
والذي تحرر لي في استعمال القراء لهذا الوجه من وجوه التحمل والنقل، أنهم قد يتوسلون به ، أثناء الإجازة بالمقروء قرآنا كان أو كتابا في القراءات، إذ ليس يُتصور أن يكون الأمرُ على سَنَنِ أهل الحديث في الأخذ بالمناولة، بل لابد من سماع القرآن الكريم بقراءاته من المقرئ، أو إسماع الشيخِ المقرئِ القرآنَ كلَّه أو بعضَه باختيار قارئ من السَّبع أو العشر، أو غير ذلك، باختيار طريق معتبر، ثم ينبري الشيخُ المقرئُ فيجيزُ الطالبَ القارئَ مناولا إياه نسخةً من المقروء مصحفا كان أو كتابا في القراءات كالتيسير أو غيره ، فتكون المناولةُ مقرونةً بالإجازة غير متجردة عنها.
وبعد فهذه هي طرق التحمل والأخذ عند المقرئين أوقفني عليها البحثُ في أثناء تراجم أعلامهم في كتب الطبقات وتواريخ الأعلام، وهي بالجملة ليست تختلف في معناها عن تلك التي أصَّلها أهلُ العلم بحديث رسول الله عندما تكلموا على طرق تحمل وأخذ الحديث النبوي ورواية كتبه وتآليفه.
في أهم الخلاصات وذكر بعض المقترحات والتوصيات أنزل الله القرآن على قلب رسوله ليكون للعلمين نبراسا يهتدى به، ونورا يستضاء به، وقانونا للعمل به، والاهتداء بتشريعاته وأحكامه، ولقد كتب الله جل وعزَّ لهذا الكتاب العزيز، والصراط المستقيم الخلودَ في الأرض، والبقاء فيها ما بقي الجنس البشري، ولذلك هيأ له سبحانه أسباب الخلود والبقاء، بما يسر له في قلوب المؤمنين من الحفظ لألفاظه، والوعي لحروفه، وللحذق لآياته وسوره، فكان في هذه الأمة الإسلامية حفاظٌ بذوا [124]غيرَهم من حفاظ العالم في عدّ كلمات القرآن الكريم حرفا حرفا، وآية آية، وثُمُنا ثمنا ورُبعا ربعا ونصفا نصفا وحزبا حزبا، كما كان فيها رجالٌ نصبوا أنفسَهم لنقل هذا الكتاب العزيز، والنور المبين، إلى من بعدهم بطرقٍِ إليها المنتهى في الدقة والوثاقة، وهي كانت الغايةَ في الأمانة والحيطة، وساهم هؤلاء النقلة من القَرأَة النجباء الحاذقين، والمهرة الفضلاء الضابطين في أن يكوِّنوا جيلا من الحاملين لكتاب الله بقراءاته ورواياته الثابتة عن رسول الله ، هم الذين تحقق بهم التواتر الحسي في النقل القرآني، إذ حفظ القرآن الكريم متلواًّ بعدة قراءات طبقة عن طبقة وجيلا عن جيل.
لقد كانت المباحث السابقة حديثا مفصلا عن :
* نظرة تاريخية عن طرق تحمل القراءة في العهد النبوي وما والاه من القرون الفاضلة.
* الكلامُ على حقيقة طرق تحمل القراءة، وبيان عناية القراء بذكر أسانيدهم المتصلة إلى أئمة القراءة[125] .
* عرضٌ لآراء العلماء بخصوص طرق التحمل التي سلكها القراء في نقل القراءات.
وإذا كان لنا من توصيات ومقترحات في متم هذه الدراسة، فها هي ذي:
1- حثُّ العاملين في ميدان تحفيظ كتاب الله، والمعتنين بقراءاته ورواياته، على الأخذ بالطرق المنهجية التي سلكها القراء الأوائل في تلقين كتاب الله ، ونقله إلينا نقلا سليما صحيحا لا تشوبه شائبة إعضال أو انقطاع أو ضعف، ولا يدخله التحريف في نقل حرف أو لفظة، أو آية.
2- حثُّ المخلصين من القراء المنتهين، والحذاق المتخصصين على بذل ما عندهم من أسانيد القراءات المتصلة إلى الطبقة الأولى من أهل الإقراء، لمن هو أدْونُ منهم في الطبقة من التلاميذ المتعلمين، والمقرئين التالين، والراغبين الشادين، وذلك حتى يتَّصل آخرُ هذا الضَّرب من القُرَّاء بأوله الطيب الأمين، الذي يتلوه مُسنَدا عن رسول الله عن جبريل عن ربِّ العالمين.
3- العملُ على حماية هذا الباب من أن يتسلط عليه من لا يحسن، ممن زعم أنه يذب الكذب عن كتاب الله، ويدفع عنه ما لايصحُّ من وجوه القراءات التي أفنى حذاق المقرئين أعمارهم في جمعها وضبطها ونقلها وحملها وحفظها وتلقينها، فجاء هؤلاء يردون بعضَها ردا ، ويدفعون في صدرها دفعا، بحجة أنْ لم تبق ثمةَ حاجةٌ في هذا العصر إليها، لذهاب الناطقين بها، ولانتفاء الرخصة في هذا الزمان في استعمالها، ولقد كذب هؤلاء من حيث أوهموا الناسَ أنهم قد صدقوا، إذ كيف يكون الموحَى به المحفوظُ منذ أن نزل، المنقول إلينا بالتواتر، والمحمول أيضا بهاتيك الطرق التي بيناها وفصلناها وبسطناها – اختيارا اختاره من قرأ، ووجها رواه من تلا، ورأيا رآه من تجرد لهذا الشأن وتفرد،؟؟؟!!! والحقُّ أنْ لا مدخلَ للهوى في الاختيار، ولا مسرحَ للرأي في القراءة والرواية والطريق عند أصحاب التجرد لهذا الأمر والشأن.
4- إحياء سنة السماع من جديد، وبعث ما اندرس من معالمها، لأنه لم يبق منذ قرون "إلا نقل المصنفات وما يتصل منها بالسماع في عصرنا لا يكون عشر معشار ما نقل منها به إلى القرن العاشر، ولمَا فقدته الأمة من طي السماع، أعظم مصابا مما فقدته من البقاع، فالسماعُ من الدين والأرض من الطين...".[126]
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلَّى الله وسلَّم على الرحمة المهداة والنعمة المزجاة، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
- الإتقان في علوم القرآنللسيوطي المكتبة الثقافية بيروت 1973م.
- الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض تحقيق السيد أحمد صقر الطبعة الثانية بلا تاريخ دار التراث القاهرة والمكتبة العتيقة تونس.
- برنامج المجاري لأبي عبد الله محمد المجاري الأندلسيتحقيق محمد أبو الأجفان دار الغرب الإسلامي بيروت الطبعة الأولى 1982م.
- تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة لابن الجزري دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1404هـ.
- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف دار الفكر بلا تاريخ.
- التعريف في اختلاف الرواة عن نافع لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني تحقيق د/ التهامي الراجي الهاشمي نشر في المغرب سنة 1403هـ.
- التلخيص في القراءات الثمانلأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري، تحقيق محمد حسن عقيل موسى الجدة الطبعة الأولى 1412هـ.
- التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار تحقيق د/ عبد السلام هراس دار الفكر بيروت 1995م.
- التيسير في القراءات السبعلأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي، دار الكتاب العربي بيروت الطبعة الثالثة 1406هـ.
- تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني، دار إحياء التراث العربي الطبعة الثانية 1413هـ.
- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار للصنعاني تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد المكتبة السلفية المدينة المنورة بلا تاريخ.
- جمال القراء وكمال الإقراء لعلم الدين السخاوي تحقيق د/ علي حسين البواب مكتبة الخانجي بالقاهرة الطبعة الأولى 1408هـ.
- خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجالللخزرجي تقديم عبد الفتاح أبو غدة دار البشائر الإسلامية بيروت الطبعة الرابعة1411هـ.
- سير أعلام النبلاء للذهبي مؤسسة الرسالة بيروت 1413هـ.
- سنن الترمذي بشرح المباركفوري ( تحفة الأحوذي) دار الفكر بيروت بلا تاريخ.
- صحيح الإمام البخاري مع فتح الباري دار الفكر بلا تاريخ.
- صحيح الإمام مسلم بشرح الإمام النووي دار الفكر بلا تاريخ.
- زعيم المدرسة الأثرية في القراءات وشيخ قراء المغرب والمشرق الإمام أبو القاسم الشاطبي... د/ عبد الهادي حميتو أضواء السلف الرياض الطبعة الأولى 1425هـ.
- العبر في خبر من غبر للإمام الذهبي تحقيق د/ صلاح الدين المنجد مطبعة حكومة الكويت الطبعة الثانية 1948م.
- منجد المقرئين ومرشد الطالبين لابن الجزري، دار الكتب العلمية بيروت 1400هـ، 1980م.
- المشرق بتصحيح سند الإقراء في المشرق لصالح بن عبد الله بن محمد العصيمي جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين، الرياض الطبعة الأولى 1430هـ.
- مصنف ابن أبي شيبة دار الكتب العلمية بيروت الطبيعة الأولى 1416هـ.
- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للإمام الذهبي دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1417هـ.
- فتح المغيث شرح ألفية الحديث للسخاوي تحقيق صلاح محمد محمد عويضة دار الكتب العلمية بيروت 1417هـ.
- فهرست ابن خير لابن خير تحقيق إبراهيم الأبياري المكتبة الأندلسية دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني الطبعة الأولى 1410هـ.
- فهرس ابن عطية للإمام القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية الغرناطي تحقيق محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي دار الغرب الإسلامي بيروت الطبعة الثانية 1983م.
-فهرس ابن غازي المسمى التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد تحقيق محمد الزاهي دار المغرب الدار البيضاء 1399هـ.
- فهرست القاضي عياض المسمى الغنية تحقيق: د/ علي عمر مكتبة الثقافة الدينية مصر الطبعة الأولى 1423هـ.
- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للإمام الذهبي شركة دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن الطبعة الأولى 1413هـ.
- كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد تحقيق د/ شوقي ضيف دار المعارف مصر الطبعة الثالثة بلا تاريخ.
- كتاب التذكرة في القراءات تأليف أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون تحقيق د/ عبد الفتاح بحيرى إبراهيم مكتبة الزهراء الطبعة الثانية 1411هـ.
- غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري اعتنى بنشره ج. براجبستراسر مكتبة المثنى القاهرة بلا تاريخ.
- النشر في القراءات العشر لابن الجزري دار الكتب العلمية بيروت بلا تاريخ.
__
[1] - حاول السيوطي في الإتقان في علوم القرآن 1/73 وما بعدها أن يجاري المحدثين في بعض صنعتهم في العالي والنازل وتقاسيم بعض أحوال الإسناد وأن يثبت ذلك في القراءات، وقال:" ...فهذا ما حررته من قواعد الحديث، وخرَّجتُ عليه قواعد القراءات، ولم أسبق إليه ولله الحمد والمنة".
[2] - صالح بن عبد الله بن محمد العصيمي المشرق بتصحيح سند الإقراء في المشرق ص21.
[3] - ابن الجزري منجد المقرئين ومرشد الطالبين ص6 ولذلك رغب ابن الجزري إلى القراء أن يعنوا " بحال الرجال والأسانيد مؤتلفها ومختلفها وجرحها وتعديلها ومتقنها ومغفلها".
[4] - الذهبي معرفة القراء 2/771.
[5] - بل إن هذا البحث ليس هناك ما يربطه بهذه الدراسة، إلا أن بعض مباحثه تطالعنا بالعناوين التالية:
* عناية علماء القراءات بالإسناد
* مكانة السند عند علماء القراءات.
* رحلة علماء القراءات في طلب الأسانيد.
* بيان علماء القراءات لبعض الأسانيد.
ولذلك لم أستفد منه في هذه الدراسة فأخليتُها من الإحالة عليه.
[6]- المراد بالنزول ههنا نزول الدرجة لا نزول المنزلة والقدْر كما هو ظاهرٌ.
[7]- السخاوي فتح المغيث شرح ألفية الحديث 2/20 .
[8] - القاضي عياض الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص68.
[9]- السخاوي فتح المغيث شرح ألفية الحديث 2/20 والصنعاني توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار 2/295.
[10]- أعرضتُّ هنا عن شرح لفظ القراءات والمقرئين الواردين في العنوان - لظهور معناهما بالنسبة للمتخصصين، ولأن هذه الدراسة كُتبت أصلا لمؤتمر أرباب هذا الشأن.
[11]- أخرجه البخاري في الصحيح في بدء الوحي حديث رقم 4 ومسلم في الصحيح في الصلاة باب الاستماع للقراءة برقم 448.
[12]- أخرجه البخاري في الصحيح في بدء الوحي حديث رقم 5 ومسلم في الصحيح كتاب الفضائل باب كان النبي أجود الناس بالخير من الريح المرسلة برقم 2308.
[13]- لحديث فاطمة :"أسرَّ إليَّ النبي ، أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي"، أخرجه البخاري في الصحيح في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام برقم 3624.
[14] - لستُ أجد من عرَّج على تفاصيل هذه المعالم من الكُتاَّب المعاصرين، ولذلك استعنت بالله في استخراج هذه المعالم من نصوص ناطقة بها.
[15]- أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم 29920.
[16]- السخاوي علم الدين جمال القراء وكمال الإقراء 2/446.
[17]- أخرجه البخاري في الصحيح في كتاب التفسير تفسير سورة النساء باب فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا... برقم 4582 ومسلم في الصحيح في صلاة المسافرين وقصرها وترجم عليه النوويُّ في شرحه بقوله:" باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظه للإستماع والبكاء عند القراءة والتدبر" 6/86.
[18]- أخرجه مسلم في الصحيح في كتاب صلاة المسافرين وقصرها وترجم عليه النووي بقوله:" باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه، وإن كان القارئ أفضل من المقروء عليه"6/85 وأفاد النووي أنه لا يعلم أحدٌ من الناس شارك أبيا في هذا وانظر شرحه لمسلم 6/86.
[19]- أخرجه مسلم في الصحيح في كتاب صلاة المسافرين وقصرها 6/ 160 ورُوي الحديث أيضا عن بنتٍ لحارثة بن النعمان الصحابية أخرجه مسلم في الصحيح6/161.
[20]- أخرجه مسلم في الصحيح في كتاب صلاة المسافرين وقصرها 6/104 وترْجمَ عليه وعلى غيره النوويُّ في شرحه6/98 بقوله:" بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه".
[21]- أخرجاه: فأما البخاريُّ فأخرجه في عدة مواضع من صحيحه منها في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى فاقرءوا ما تيسر من القرآن حديث رقم7111، وأما مسلم فأخرجه في الصحيح في كتاب صلاة المسافرين وقصرها 6/98-100 وترجم عليه النووي في شرحه6/98 بقوله:" باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه".
[22]- وذلك في الحديث المشهور:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه" أخرجه البخاري في الصحيح كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه برقم5027
[23]- أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب الوصاة بكتاب الله برقم 5022.
[24]- وذلك في الحديث الذي أخرجه الترمذي في سننه في كتاب فضائل القرآن عن رسول الله برقم3075.
[25]- أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب فضل القرآن على سائر الكلام برقم5020.
[26] - كانت منازل الصحابة في الحفظ متفاوتة، فمنهم من كان يحفظ ألفاظ القرآن ومعانيه فيلبث في ذلك الأعوام ذوات العدد، كما قد حصل لابن عمر، إذ أقام على حفظ البقرة عدة سنين، قيل ثمان سنين:" يتعلمها"، أورده مالك في الموطأ بلاغاً في كتاب القرآن باب ما جاء في القرآن ص126.
[27]- هذا البيت من قصيدة الإمام الشاطبي عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد والتي تسمى الشاطبية الصغرى.
[28]- هذا إذن عام بالتبليغ وهو عين ما يطلق عليه أهل هذا الشأن الإجازة التي هي إحدى طرق التحمل، والحديث أخرجه البخاري في الصحيح في كتاب أحاديث الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل برقم 3460.
[29]- أخرجه البخاري في الصحيح في المغازي باب حجة الوداع برقم 4406.
[30]- أخرج ذلك ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب فضائل القرآن باب من كان يقرأ القرآنَ من أصحاب ابن مسعود برقم 30291 ج6/ ص155 .
[31]- أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب فضائل القرآن باب من كان يقرأ القرآنَ من أصحاب ابن مسعود برقم 30292 ج6/ ص155.
[32]- هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة بالتصغير أبو عبد الرحمن السلمي المقرئ الكوفي التابعي، قال أبو إسحاق السبيعي:" أقرأ القرآنَ في المسجد أربعين سنة"، وثَّقه غيرُ واحد من أهل العلم، واختلفوا في سنة وفاته فقيل سنة 72هـ وقيل سنة 85هـ وهو من رجال الكتب الستة، انظر:الذهبي معرفة القراء الكبار ص27-30 وابن حجر تهذيب التهذيب3/119-120 والخزرجي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ص 194.
[33]- أخرجه البخاري في الصحيح في كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه برقم5027.
[34]- الذهبي معرفة القراء الكبار ص29.
[35]- عطاء بن السائب بن مالك الثقفي أبو السائب الكوفي يروي عن أنس منن الصحابة، وعن سعيد بن جبير ومجاهد والحسن البصري وغيرهم من التابعين، وهو ثقة اختلط بأخرة توفي سنة 137هـ أو نحوها أخرج له البخاري مقرونا كما أن حديثه في السنن الأربعة انظر ابن حجر تهذيب التهذيب4/130-133 و الذهبي الكاشف 2/22 والخزرجي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ص266 .
[36]- علم الدين السخاوي جمال القراء 2/ 437.
[37]- ابن مجاهد السبعة في القراءات ص49.
[38]- ابن مجاهد السبعة في القراءات ص50-52.
[39]- ابن مجاهد السبعة في القراءات ص50 و51.
[40]- تقدم تخريجه.
[41]- تقدم تخريجه.
[42]- ابن مجاهد السبعة في القراءات ص 55.
[43]- ابن مجاهد السبعة في القراءات ص 55
[44]- د/ شوقي ضيف في مقدمة تحقيقه للسبعة لابن مجاهد ص12.
[45]- تقدم تخريجه.
[46]- الذهبي معرفة القراء الكبار 1/52
[47] - هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي أبو إسحاق الكوفي أحد أعلام التابعين الثقة الذي يشبه الزهري في الكثرة، حديثه في الكتب الستة توفي سنة 127هـ، انظر خلاصة تذهيب التهذيب ص291.
[48]- أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم30293.
[49]- الذهبي معرفة القراء الكبار 1/201.
[50] - الذهبي معرفة القراء الكبار 1/359.
[51]- الذهبي معرفة القراء الكبار 1/72.
[52]- الذهبي معرفة القراء الكبار 1/306.
[53]- ابن الجزري غاية النهاية 1/548.
[54]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/614.
[55]-ابن الأبار التكملة لكتاب الصلة 1/212.
[56]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/608.
[57]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/648.
[58]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/657.
[59]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/.640.
[60]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/661.
[61]- هكذا يذكره الذهبي من غير اسم.
[62]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/718.
[63] - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في باب في درس القرآن وعرضه برقم30278.
[64]- الذهبي العبر في خبر من غبر 1/125 وابن الجزري غاية النهاية 2/41.
[65]- الذهبي معرفة القراء الكبار 1/50.
[66]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/53.
[67]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/58.
[68]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/61
[69]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/61.
[70]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/71.
[71]- ابن الجزري غاية النهاية 2/382.
[72]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/144.
[73]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/129.
[74] - ابن الجزري غاية النهاية 2/340.
[75] -ابن الجزري غاية النهاية 2/305.
[76] - الداني التيسير في القراءات السبع ص10 وهذا الإسناد كأنه مسلسل بقول كل قارئ:" قرأت".
[77]- ابن خير فهرست ابن خير ص 49 وانظر أمثلة أخرى منه ص50 و51 و53 و55.
[78]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/170.
[79]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/185.
[80]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/207.
[81]- الذهبي معرفة القراء الكبار1/345.
[82]- هو مواس بن سهل.
[83]- الذهبي معرفة القراء الكبار 1/234.
[84] - الذهبي معرفة القراء الكبار1/435.
[85] - الذهبي معرفة القراء الكبار 1/493.
[86]- ابن الجزري غاية النهاية 2/143.
[87]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/736.
[88]- الذهبي معرفة القراء الكبار2/731.
[89] - ابن الجزري غاية النهاية 1/48.
[90] - ابن الجزري غاية النهاية 1/33.
[91]- القائل إبراهيم بن محمد الأندلسي الإشبيلي.
[92]- الذهبي معرفة القراء الكبار 2/655.
[93]- الذهبي سير أعلام النبلاء 21/399.
[94]- ابن الجزري غاية النهاية 2/230.
[95]- الذهبي معرفة القراء الكبار 1/347.
[96]- برنامج المجاري ص92.
[97]- برنامج المجاري ص103.
[98]- فهرس ابن غازي المسمى التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد ص 40.
[99] - ابن الجزري غاية النهاية 2/58.
[100]- ابن الجزري غاية النهاية 2/163.
[101] - ابن الجزري منجد المقرئين ص14.
[102] - ابن الجزري منجد المقرئين ص14.
[103] - ابن الجزري غاية النهاية 1/552.
[104]- أورد نص هذه الإجازة أبو الحسن علي بن محمد السخاوي في كتابه الذي شرح فيه الشاطبية الموسوم بـ:" فتح الوصيد " الذي يبدو أنه ما زال مخطوطا، وانظر د/ عبد الهادي حميتو زعيم المدرسة الأثرية في القراءات وشيخ قراء المغرب والمشرق الإمام أبو القاسم الشاطبي..." ص23-24.
[105]- ابن الجزري غاية النهاية 2/143.
[106]- فهرس ابن غازي المسمى التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد ص 99 وفي هذا المثال استعمال للنوع الذي يقال له المكاتبة وهو طريق معتبر من طرق التحمل والأخذ على خلاف بين أهل العلم بالحديث قي وجوب الاعتداد به.
[107] - ابن خير فهرست ابن خير ص57.
[108]- القاضي عياض الإلماع ص69 والسيوطي تدريب الراوي 1/8 و السخاوي فتح المغيث 2/21 والصنعاني توضيح الأفكار 2/295.
[109]- القاضي عياض الإلماع ص69.
[110]- سورة الأعلى الآية رقم 6.
[111]- علم الدين السخاوي جمال القراء 2/446.
[112]- المصدر السابق.
[113]- المصدر السابق.
[114]- المصدر السابق.
[115]- القاضي عياض الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص71.
[116]- القاضي عياض الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص70.
[117]- القاضي عياض الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص 73.
[118]- علم الدين السخاوي جمال القراء2/447.
[119]- علم الدين السخاوي جمال القراء2/447.
[120]- القاضي عياض الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص88 والسيوطي تدريب الراوي 2/44.
[121] - السيوطي تدريب الراوي 2/29-30.
[122]- السيوطي تدريب الراوي 2/49.
[123]- السيوطي تدريب الراوي 2/47.
[124]- بذ فلان فلانا غلبه.
[125] - اعتنى أغلب من صنف في القراءات وذكر الفرش والأصول بذكر أسانيده الواصلة إلي أئمة القراءة، كأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي في التيسير في القراءات السبع ص10 وما بعدها وفي كتابه التعريف في اختلاف الرواة عن نافع ص167 وما بعدها من صفحات، وكابن غلبون في التذكرة في القراءات ج1 /ص45 وما بعدها من صفحات، وكأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري في التلخيص في القراءات الثمان ص 89 وما بعدها من صفحات، وكابن الجزري في تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة ص 20 وما بعدها من صفحات وفي النشر في القراءات العشر ج1/ ص58 وما بعدها من صفحات و99 وما بعدها من صفحات.
[126]- صالح بن عبد الله بن محمد العصيمي المشرق بتصحيح سند الإقراء في المشرق ص20.
رابط المقال من موقع اهل التفسير
https://vb.tafsir.net/forum/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85/%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D8%B1%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%AD%D9%81-%D9%88%D8%B6%D8%A8%D8%B7%D9%87/27693-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%86%D9%82%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D9%86