الإمام أبو بكر محمد بن موسى الحازمي
محمد زين العابدين رستم
العدد 321 ربيع 1-ربيع 2/ غشت-شتنبر 1996
اعتنى أهل الحديث بصغارهم، فأحضروهم مجالس التحديث والإملاء، وأسمعوهم من مروياتهم، فنشأ الصغير – وقد أشرب قلبه حب الحديث وأهله – على حفظ الوقت، ورعاية الزمن، وإنفاق العمر في طلب العلم، والسعي إلى أهله، والرحلة فيه.
ووجد لذلك في أهل الحديث جيل من العلماء، نبغوا في العلم، وهم شباب يافعون، فكانوا آية في الحفظ والإتقان، والبراعة والإفتنان، مع جلالة الذكر، ونباهة القدر، وعظم الشأن في العلم والعمل معا، مع أنه لن يمتد بهم عمر، ولم يطل بهم زمن، إذا اخترمتهم المنية والشباب نضير، وعود العمر لا يزال فتي صغير.
وكان من بين هؤلاء العلماء الشباب، الإمام الحازمي، الذي نعني اليوم بالحديث عنه، والتنويه به.
فهو زين الذين أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان ابن موسى بن عثمان بن حازم الحازمي الهمذاني.(1)
والحازمي: بفتح الحاء المهملة، وبعد الألف زاي مكسورة، وبعدها ميم.
قال ابن خلكان (تـ: 681هـ): «هذه النسبة إلى جده حازم المذكور».(2)
ولقد ولد الإمام الحازمي بطريق همذان سنة ثمان أن تسع وأربعين وخمسمائة،(3) وحمل إلى همذان، ونشأ بها،(4) فأقبل على حفظ القرآن، وما زال يدأب في ذلك حتى تحقق له المراد.
ثم حضر مجالس الحديث والإملاء، فسمع من الحافظ أبي الوقت السجزي(5) حضورا، وله أربع سنين.(6)
وهذا يدل على أنه طلب هذا الشأن، وتعلق بأهله منذ الصغر.
ثم سمع بهمذان من الحافظ أبي منصور شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني المتوفي سنة 558هـ، ومن الحافظ أبي زرعة طاهر بن محمد بن علي المقدسي الأصل، الهمذاني الدار والوفاة، المتوفى سنة 566هـ، والحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد العطار الهمداني،(7) وأبي الفضل محمد بن بنيمان المؤذن المؤذب.(8)
ولما سمع الحازمي من محدثي همذان فارتوى، تاقت نفسه إلى الرحلة في طلب العلم، وتحصيل ما ليس عنده من الأسانيد والمرويات، فرحل إلى أصبهان، فسمع بها من أبي طاهر معاوية بن علي بن معاوية، وأبي المطهر القاسم بن عبد الواحد الصيدلاني المتوفي سنة 567هـ، وأبي العباس أحمد بن أبي منصور المعروف بالترك المتوفي سنة 585هـ، أو في التي تليها، وأبي الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي المتوفي سنة 579هـ، والحافظ أبي موسى المديني.(9)
ثم قدم الحازمي إلى بغداد، فتفقه في مذهب الشافعي،(10) وجالس العلماء فأكثر عنهم، وأخذ هناك عن أبي الحسن عبد الحق اليوسفي المتوفي سنة 575هـ، وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق المتوفى سنة 574هـ، وأبي الفتح بيد الله بن عبد الله بن شاتيل المتوفى سنة 581هـ(11)
وأمعن الحازمي في الرحلة، فدخل الموصل، وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي (تـ: 579هـ)، كما دخل إلى الواسط، وأخذ بها عن أبي طالب محمد بن علي بن الكتاني (تـ: 579هـ). (12)
ولقد نوه غير واحد من العلماء الذين ترجموا للحازمي برحلاته العلمية، فقال ابن خلكان:
«... ثم عني بنفسه، فارتحل في طلبه – يعني طلب الحديث – إلى عدة بلاد من العراق، ثم الشام والموصل، وبلاد فارس وأصبهان وهمذان، وكثير من بلاد أذربيجان، وكتب عن أكثر شيوخ هذه البلاد».(13)
وقال الحافظ الذهبي (تـ: 748هـ):
«... سمع من أبي الوقت السجزي حضورا... وشهادة الكاتبة... وأبي الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وأبي موسى محمد بن أبي عيسى المديني، وأقرانهم بالعراق وأصهبان والجزيرة والشام والحجاز».(14)
ولقائل أن يقول: إن فتوة شباب الحازمي كانت سببا في هذا التجوال البعيد، في تلك الآفاق الواسعة، والأمصار النائية.(15)
وسمت همة الإمام الحازمي – بعد أن حصل من سماعات(16) بلاده قدرا كثيرا – إلى طلب الإجازة ممن تصدر لها من أهل زمانه، وجمع شروطها، فكان له ما أراد، إذا أجازه الحافظ السلفي وابن السمعاني وأبو عبد الله الرستي.(17)
ولقد أوني الإمام الحازمي حظا عظيما في الصبر على العلم، والمثابرة عليه، فأتعب فيه جسده، وأسهر له ليلة.
قال أبو عبد الله بن النجار:
«سمعت أبا القاسم المقرئ جارنا يقول، وكان صالحا:
«كان الحازمي في رباط البديع، وكان يدخل بيته في كل ليلة يطالع، ويكتب إلى الفجر، فقال البديع لخادمه: لا تدفع إليه الليلة بزرا(18) للسراج، فلعله يستريح الليلة. فلما جن الليل، واعتذر إليه الخادم بانقطاع البزو. فدخل بيته، وصف قدميه، ولم يزل يصلي ويتلو على أن طلع الفجر، وكان الشيخ ليعلم خبره، فوجده في الصلاة».(19)
ألقى الإمام الحازمي عصا التسيار بمدينة السلام – بغداد، فاستوطنها، حيث سكن بالجانب الشرقي منها.(20)
قال الحافظ المنذري (تـ: 656هـ):
«وحدث ببغداد، وواسط، وأملى مجالس كثيرة».(21) وكان أن أملى الحازمي طرق الأحاديث التي في كتاب «المهذب» للسيخ أبي إسحاق.(22)
وعرف للإمام الحازمي تلاميذ رووا عنه، من بينهم: أبو عبد الله الدبيثي؛ وابن أبي جعفر؛ والتقي علي بن ماسويه المقرئ الواسطي، والفقيه عبد الخالق النشتبري، وجلال الدين عبد الله بن الحسن الدمياطي الخطيب، وآخرون.(23)
وروى عن الحازمي، الحافظ المنذري بواسطة، ولذلك قال في «التكملة»:
«حدثنا عنه أبو الحسن علي بن المبارك الواسطي بدمشق، وأبو المكارم عبد الله بن الحسن الشافعي بثغر دمياط، وغيرها».(24)
كما اتصلت أسانيد الحافظ الذهبي بالإمام الحازمي، فانتظمت في سلسلة واحدة.
قال الحافظ الذهبي:
«قرأت على أبي الحمد أقش الافتخاري: أخبركم عبد الله بن الحسن الدمياطي الخطيب سنة ست وأربعين وستمائة، أخبرنا محمد بن موسى الحافظ،(25) أخبرنا محمد بن ذاكر بقراءتي، أخبركم حسن بن أحمد القارئ، أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب، أخبرنا علي بن عمر، حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز حدثنا العباس بن يزيد، حدثنا غسان بن مضر، حدثنا أبو مسلمة قال: «سألت أنس بن مالك، أكان رسول الله " يستفتح بالحمد لله رب العالمين؟ فقال: إنك تسألني عن شيء لا أحفظه، وما سألني عنه أحد قبلك: أكان رسول الله " يصلي في النعل؟ قال: نعم»(26)
ولم يغفل من ترجم للإمام الحازمي ذكر جملة من الأوصاف تميز بها الرجل عن أهل زمانه، وبلغ فيها شأوا بعيدا، منها:
1- الحفظ القوي، والبديهة الحاضرة: ولذلك وصفه المنذري والذهبي «بالإمام الحافظ البراع»،(27) وأدخله السيوطي (تـ: 911هـ) في «طبقات الحفاظ»،(28) وأشار إليه النووي (تـ: 676هـ) بقوله: «... أحد الحفاظ المحققين...»، (29) ومن الحجة لهذه الصفة ما يذكره الأئمة من أن الحازمي كان يحفظ كتاب «الإكمال في المؤتلف والمختلف» للأمير ابن ماكولا المتوفي سنة 475هـ(30)
قال ابن النجار: «وسمعت بعض الأئمة يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب «الإكمال في المؤتلف والمختلف» و«مشتبه النسبة»، كان يكرر عليه...».(31)
ولقد تميز الإمام الحازمي بحفظ أحاديث الأحكام، التي كان كثير المذاكرة بها في مجالسه العلمية.
قال أبو عبد الله الدبيثي: «... وصار من أحفظ الناس للحديث ولأسانيده ورجاله، ... وكان كثير المحفوظ، حلو المذاكرة، يغلب عليه معرفة أحاديث الأحكام».(32)
وكان تقدم الإمام الحازمي في الحفظ سببا في ترجيحه على غيره من الحفاظ المتقنين.
قال أبو عبد الله بن النجار:
«... سمعت محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى المديني يفضل أبا بكر الحازمي على بعد الغني المقدسي ويقول: ما رأينا شابا أحفظ من الحازمي».(33)
2- الفقه في الدين، والفهم المتين:ولذلك زصف الحازمي بأنه «من الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه»،(34) وألف في الحديث كتابا في الناسخ والمنسوخ «دال على إمامته في الفقه والحديث».(35)
3- التقدم في معرفة الأنساب:قال الذهب يمنوها بذلك:
«... وجمع وصنف وبرع في فن الحديث، خصوصا في النسب».(36)
ومن الدليل على ريادة الحاتمي في هذا العلم تأليفه الكتب فيه؛ وتتبعه لأوهام المصنفين قديما، وخاصة الأمير ابن ماكولا، الذي تعقبه في كتاب: «تهذيب الكمال»، فبين أوهامه، وكشف عثراته.
4- الجمع بين العلم والعمل:
مع الزهد والورع والإقبال على الله عز وجل، ولزوم الرياضة والذكر والتعبد،(37) مما هيأ الفرصة للخلوة والتصنيف وبث العلم.
وعظمت لهذه الأوصاف مكانة الإمام الحازمي في النفوس، وسما قدره، واستقرت جلالته ونباهته، حتى أقبل العلماء الكبار على الاستفادة منه، وهو شاب صغير.
قال ابن النجار:
«... ووجدت بخط الإمام أبي الخير القزويني – وهو يسأل الحازمي -: ماذا يقول سيدنا الإمام الحافظ في كذا وكذا؟ وقد أجاب أبو بكر الحازمي بأحسن جواب».(38)
وأقبل الإمام الحازمي على التصنيف، فعرفت له مؤلفات منها:
الأول: «الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار»:
وهو كتاب جليل القدر، عظيم الفائدة، وقف عليه الأكابر، فأثنو عليه.
قال الحافظ أبو موسى المديني مشيرا إليه:
«... له كتاب في الناسخ والمنسوخ، دال على إمامته في الفقه والحديث، ليس لأحد مثله».(39)
وقال النووي: «... له مصنفات نافعة منها الناسخ والمنسوخ في الحديث»، لم يصنف فيه مثله.(40)
وأومأ إليه السخاوي (تـ: 902هـ) في جملة المصنفات، في ناسخ الحديث ومنسوخه.(41)
وموضوع الكتاب – كما هو ظاهر من عنوانه – في ناسخ الحديث ومنسوخه.
قال الحازمي في مقدمته:
«... فهذا كتاب أذكر فيه ما انتهيت إلى معرفته من ناسخ حديث رسول الله " ومنسوخه، إذ هو علم جليل، ذو غور وغموض، دارت فيه الرؤوس، وتاهت في الكشف عن مكنونه النفوس...».(42)
ولقد رتب الإمام الحازمي هذا الكتاب، على مقدمة وأبواب:
ذكر في المقدمة أهمية معرفة ناسخ الآثار من منسوخها، ثم عرف بعلم الناسخ والمنسوخ: لغة واصطلاحا، ثم ذكر طرق معرفة الناسخ والمنسوخ، وأقسام النسخ، وطرق الترجيحات عند التعارض.
ثم ساق الأحاديث التي ظاهرها التعارض، مرتبا لها على أبواب الفقه، ذاكرا ما فيها من ناسخ ومنسوخ «مدليا برأيه، مبينا حجته، مرجحا الناسخ، مبرهنا سبب النسخ، مرتبا لأدلته وبراهينه، جامعا بيم الطرق والروايات».(43)
الثاني: «عجالة المبتدي وفضالة المنتهي»:
هكذا ذكره «بروكمان»(44) وأشار إلى أنه في أنساب رواة الحديث، وأنه مرتب على حروف المعجم.
والكتاب مطبوع بتحقيق العلامة عبد الله كنون بالقاهرة سنة 1965م.
الثالث: «إسناد الأحاديث التي في المهذب»(45)
قال النووي: «وكان قد شرع في تخريج أحاديث «المهذب» فبلغ أثناء «كتاب الصلاة»، ولم يتمه».(46)
الرابع: «كتاب ما اتفق في إسناده أربعة من الصحابة، أو التابعين بعضهم عن بعض»:
ذكره الصفدي.(47)
الخامس: «الكتاب فيه ما اتفق لفظه، واختلف مسماه من الأمكنة المنسوب إليها نفر من الرواة، والمواضع الذي ذكرت في مغازي رسول الله».(48)
السادس: «سلسلة الذهب»:
وهو ما رواه الإمام أحمد بن حنبل عن الإمام الشافعي.(49)
السابع: «الفيصل في مشتبه النسبة»:
إشار إليه ابت خلكان والصفدي، وقال: «ولم يتمه».(50)
الثامن: «شروط الأئمة الخمسة»:
ذكر الحازمي في أوله سبب التأليف فقال:
«.... أما بعد، فقد سألتني – وفقك الله لاكتساب الخيرات، وجنبني إياك موارد الهلكات، أن أذكر لك شروط الأئمة الخمسة في كتبهم، المعتمد على نقلهم، وحكمهم: أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسن مسلم بن الحجاج، وأبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي؛ وأبي عبد الرحمن النسائي، رحمهم الله عز وجل، وما قصدوه، وغرض كل واحد منهم في تأسيس قاعدته، وتمهيد مراميه...».(51)
ثم مضى الإمام الحازمي في بيان شرط كل واحد من الأئمة أصحاب الكتب الحديثية المشهورة.
ولقد استفاد من هذا الكتاب من ألف في «مصطلح الحديث» بعد الحازمي، كالحافظ السيوطي في «التدريب»،(52) والحافظ ابن حجر (تـ: 852هـ)، الذي تعقبه في بعض المباحث، ونكت عليه.(53)
لبث الإمام الحازمي ملازما للخير والإفادة والتصنيف، حتى توفاه الله إليه شابا، وذلك في ليلة الاثنين الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة 584هـ،(54) بمدينة بغداد، وهو ابن خمس أو ست وثلاثين سنة.
قال ابن خلكان: «ودفن في المقبرة الشونيزية إلى جانب سمنون بن حمزة مقابل قبر الجنيد، بعد أن صلى عليه خلق كثير، برحبة جامع الصقر، وحمل إلى الجانب الغربي، فصلي عليه مرة أخرى، وفرق كتبه على أصحاب الحديث».(55)
ونقل ابن هداية عن ابن خلكان أنه قال: «لا نعلم أحدا من المصنفين مات أصغر منه».(56)
رحم الله ابن هداية عن ابن خلكان أنه قال: «لا نعلم أحدا من المصنفين مات أصغر منه».(56)
رحم الله الإمام الحازمي، فقد كان نموذجا فذا الشباب الدؤوب والعامل الذي لم يصبه وهن أو فتور، في تعلم العلم وتعلميه الناس.
ووجد لذلك في أهل الحديث جيل من العلماء، نبغوا في العلم، وهم شباب يافعون، فكانوا آية في الحفظ والإتقان، والبراعة والإفتنان، مع جلالة الذكر، ونباهة القدر، وعظم الشأن في العلم والعمل معا، مع أنه لن يمتد بهم عمر، ولم يطل بهم زمن، إذا اخترمتهم المنية والشباب نضير، وعود العمر لا يزال فتي صغير.
وكان من بين هؤلاء العلماء الشباب، الإمام الحازمي، الذي نعني اليوم بالحديث عنه، والتنويه به.
فهو زين الذين أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان ابن موسى بن عثمان بن حازم الحازمي الهمذاني.(1)
والحازمي: بفتح الحاء المهملة، وبعد الألف زاي مكسورة، وبعدها ميم.
قال ابن خلكان (تـ: 681هـ): «هذه النسبة إلى جده حازم المذكور».(2)
ولقد ولد الإمام الحازمي بطريق همذان سنة ثمان أن تسع وأربعين وخمسمائة،(3) وحمل إلى همذان، ونشأ بها،(4) فأقبل على حفظ القرآن، وما زال يدأب في ذلك حتى تحقق له المراد.
ثم حضر مجالس الحديث والإملاء، فسمع من الحافظ أبي الوقت السجزي(5) حضورا، وله أربع سنين.(6)
وهذا يدل على أنه طلب هذا الشأن، وتعلق بأهله منذ الصغر.
ثم سمع بهمذان من الحافظ أبي منصور شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني المتوفي سنة 558هـ، ومن الحافظ أبي زرعة طاهر بن محمد بن علي المقدسي الأصل، الهمذاني الدار والوفاة، المتوفى سنة 566هـ، والحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد العطار الهمداني،(7) وأبي الفضل محمد بن بنيمان المؤذن المؤذب.(8)
ولما سمع الحازمي من محدثي همذان فارتوى، تاقت نفسه إلى الرحلة في طلب العلم، وتحصيل ما ليس عنده من الأسانيد والمرويات، فرحل إلى أصبهان، فسمع بها من أبي طاهر معاوية بن علي بن معاوية، وأبي المطهر القاسم بن عبد الواحد الصيدلاني المتوفي سنة 567هـ، وأبي العباس أحمد بن أبي منصور المعروف بالترك المتوفي سنة 585هـ، أو في التي تليها، وأبي الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي المتوفي سنة 579هـ، والحافظ أبي موسى المديني.(9)
ثم قدم الحازمي إلى بغداد، فتفقه في مذهب الشافعي،(10) وجالس العلماء فأكثر عنهم، وأخذ هناك عن أبي الحسن عبد الحق اليوسفي المتوفي سنة 575هـ، وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق المتوفى سنة 574هـ، وأبي الفتح بيد الله بن عبد الله بن شاتيل المتوفى سنة 581هـ(11)
وأمعن الحازمي في الرحلة، فدخل الموصل، وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي (تـ: 579هـ)، كما دخل إلى الواسط، وأخذ بها عن أبي طالب محمد بن علي بن الكتاني (تـ: 579هـ). (12)
ولقد نوه غير واحد من العلماء الذين ترجموا للحازمي برحلاته العلمية، فقال ابن خلكان:
«... ثم عني بنفسه، فارتحل في طلبه – يعني طلب الحديث – إلى عدة بلاد من العراق، ثم الشام والموصل، وبلاد فارس وأصبهان وهمذان، وكثير من بلاد أذربيجان، وكتب عن أكثر شيوخ هذه البلاد».(13)
وقال الحافظ الذهبي (تـ: 748هـ):
«... سمع من أبي الوقت السجزي حضورا... وشهادة الكاتبة... وأبي الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وأبي موسى محمد بن أبي عيسى المديني، وأقرانهم بالعراق وأصهبان والجزيرة والشام والحجاز».(14)
ولقائل أن يقول: إن فتوة شباب الحازمي كانت سببا في هذا التجوال البعيد، في تلك الآفاق الواسعة، والأمصار النائية.(15)
وسمت همة الإمام الحازمي – بعد أن حصل من سماعات(16) بلاده قدرا كثيرا – إلى طلب الإجازة ممن تصدر لها من أهل زمانه، وجمع شروطها، فكان له ما أراد، إذا أجازه الحافظ السلفي وابن السمعاني وأبو عبد الله الرستي.(17)
ولقد أوني الإمام الحازمي حظا عظيما في الصبر على العلم، والمثابرة عليه، فأتعب فيه جسده، وأسهر له ليلة.
قال أبو عبد الله بن النجار:
«سمعت أبا القاسم المقرئ جارنا يقول، وكان صالحا:
«كان الحازمي في رباط البديع، وكان يدخل بيته في كل ليلة يطالع، ويكتب إلى الفجر، فقال البديع لخادمه: لا تدفع إليه الليلة بزرا(18) للسراج، فلعله يستريح الليلة. فلما جن الليل، واعتذر إليه الخادم بانقطاع البزو. فدخل بيته، وصف قدميه، ولم يزل يصلي ويتلو على أن طلع الفجر، وكان الشيخ ليعلم خبره، فوجده في الصلاة».(19)
ألقى الإمام الحازمي عصا التسيار بمدينة السلام – بغداد، فاستوطنها، حيث سكن بالجانب الشرقي منها.(20)
قال الحافظ المنذري (تـ: 656هـ):
«وحدث ببغداد، وواسط، وأملى مجالس كثيرة».(21) وكان أن أملى الحازمي طرق الأحاديث التي في كتاب «المهذب» للسيخ أبي إسحاق.(22)
وعرف للإمام الحازمي تلاميذ رووا عنه، من بينهم: أبو عبد الله الدبيثي؛ وابن أبي جعفر؛ والتقي علي بن ماسويه المقرئ الواسطي، والفقيه عبد الخالق النشتبري، وجلال الدين عبد الله بن الحسن الدمياطي الخطيب، وآخرون.(23)
وروى عن الحازمي، الحافظ المنذري بواسطة، ولذلك قال في «التكملة»:
«حدثنا عنه أبو الحسن علي بن المبارك الواسطي بدمشق، وأبو المكارم عبد الله بن الحسن الشافعي بثغر دمياط، وغيرها».(24)
كما اتصلت أسانيد الحافظ الذهبي بالإمام الحازمي، فانتظمت في سلسلة واحدة.
قال الحافظ الذهبي:
«قرأت على أبي الحمد أقش الافتخاري: أخبركم عبد الله بن الحسن الدمياطي الخطيب سنة ست وأربعين وستمائة، أخبرنا محمد بن موسى الحافظ،(25) أخبرنا محمد بن ذاكر بقراءتي، أخبركم حسن بن أحمد القارئ، أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب، أخبرنا علي بن عمر، حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز حدثنا العباس بن يزيد، حدثنا غسان بن مضر، حدثنا أبو مسلمة قال: «سألت أنس بن مالك، أكان رسول الله " يستفتح بالحمد لله رب العالمين؟ فقال: إنك تسألني عن شيء لا أحفظه، وما سألني عنه أحد قبلك: أكان رسول الله " يصلي في النعل؟ قال: نعم»(26)
ولم يغفل من ترجم للإمام الحازمي ذكر جملة من الأوصاف تميز بها الرجل عن أهل زمانه، وبلغ فيها شأوا بعيدا، منها:
1- الحفظ القوي، والبديهة الحاضرة: ولذلك وصفه المنذري والذهبي «بالإمام الحافظ البراع»،(27) وأدخله السيوطي (تـ: 911هـ) في «طبقات الحفاظ»،(28) وأشار إليه النووي (تـ: 676هـ) بقوله: «... أحد الحفاظ المحققين...»، (29) ومن الحجة لهذه الصفة ما يذكره الأئمة من أن الحازمي كان يحفظ كتاب «الإكمال في المؤتلف والمختلف» للأمير ابن ماكولا المتوفي سنة 475هـ(30)
قال ابن النجار: «وسمعت بعض الأئمة يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب «الإكمال في المؤتلف والمختلف» و«مشتبه النسبة»، كان يكرر عليه...».(31)
ولقد تميز الإمام الحازمي بحفظ أحاديث الأحكام، التي كان كثير المذاكرة بها في مجالسه العلمية.
قال أبو عبد الله الدبيثي: «... وصار من أحفظ الناس للحديث ولأسانيده ورجاله، ... وكان كثير المحفوظ، حلو المذاكرة، يغلب عليه معرفة أحاديث الأحكام».(32)
وكان تقدم الإمام الحازمي في الحفظ سببا في ترجيحه على غيره من الحفاظ المتقنين.
قال أبو عبد الله بن النجار:
«... سمعت محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى المديني يفضل أبا بكر الحازمي على بعد الغني المقدسي ويقول: ما رأينا شابا أحفظ من الحازمي».(33)
2- الفقه في الدين، والفهم المتين:ولذلك زصف الحازمي بأنه «من الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه»،(34) وألف في الحديث كتابا في الناسخ والمنسوخ «دال على إمامته في الفقه والحديث».(35)
3- التقدم في معرفة الأنساب:قال الذهب يمنوها بذلك:
«... وجمع وصنف وبرع في فن الحديث، خصوصا في النسب».(36)
ومن الدليل على ريادة الحاتمي في هذا العلم تأليفه الكتب فيه؛ وتتبعه لأوهام المصنفين قديما، وخاصة الأمير ابن ماكولا، الذي تعقبه في كتاب: «تهذيب الكمال»، فبين أوهامه، وكشف عثراته.
4- الجمع بين العلم والعمل:
مع الزهد والورع والإقبال على الله عز وجل، ولزوم الرياضة والذكر والتعبد،(37) مما هيأ الفرصة للخلوة والتصنيف وبث العلم.
وعظمت لهذه الأوصاف مكانة الإمام الحازمي في النفوس، وسما قدره، واستقرت جلالته ونباهته، حتى أقبل العلماء الكبار على الاستفادة منه، وهو شاب صغير.
قال ابن النجار:
«... ووجدت بخط الإمام أبي الخير القزويني – وهو يسأل الحازمي -: ماذا يقول سيدنا الإمام الحافظ في كذا وكذا؟ وقد أجاب أبو بكر الحازمي بأحسن جواب».(38)
وأقبل الإمام الحازمي على التصنيف، فعرفت له مؤلفات منها:
الأول: «الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار»:
وهو كتاب جليل القدر، عظيم الفائدة، وقف عليه الأكابر، فأثنو عليه.
قال الحافظ أبو موسى المديني مشيرا إليه:
«... له كتاب في الناسخ والمنسوخ، دال على إمامته في الفقه والحديث، ليس لأحد مثله».(39)
وقال النووي: «... له مصنفات نافعة منها الناسخ والمنسوخ في الحديث»، لم يصنف فيه مثله.(40)
وأومأ إليه السخاوي (تـ: 902هـ) في جملة المصنفات، في ناسخ الحديث ومنسوخه.(41)
وموضوع الكتاب – كما هو ظاهر من عنوانه – في ناسخ الحديث ومنسوخه.
قال الحازمي في مقدمته:
«... فهذا كتاب أذكر فيه ما انتهيت إلى معرفته من ناسخ حديث رسول الله " ومنسوخه، إذ هو علم جليل، ذو غور وغموض، دارت فيه الرؤوس، وتاهت في الكشف عن مكنونه النفوس...».(42)
ولقد رتب الإمام الحازمي هذا الكتاب، على مقدمة وأبواب:
ذكر في المقدمة أهمية معرفة ناسخ الآثار من منسوخها، ثم عرف بعلم الناسخ والمنسوخ: لغة واصطلاحا، ثم ذكر طرق معرفة الناسخ والمنسوخ، وأقسام النسخ، وطرق الترجيحات عند التعارض.
ثم ساق الأحاديث التي ظاهرها التعارض، مرتبا لها على أبواب الفقه، ذاكرا ما فيها من ناسخ ومنسوخ «مدليا برأيه، مبينا حجته، مرجحا الناسخ، مبرهنا سبب النسخ، مرتبا لأدلته وبراهينه، جامعا بيم الطرق والروايات».(43)
الثاني: «عجالة المبتدي وفضالة المنتهي»:
هكذا ذكره «بروكمان»(44) وأشار إلى أنه في أنساب رواة الحديث، وأنه مرتب على حروف المعجم.
والكتاب مطبوع بتحقيق العلامة عبد الله كنون بالقاهرة سنة 1965م.
الثالث: «إسناد الأحاديث التي في المهذب»(45)
قال النووي: «وكان قد شرع في تخريج أحاديث «المهذب» فبلغ أثناء «كتاب الصلاة»، ولم يتمه».(46)
الرابع: «كتاب ما اتفق في إسناده أربعة من الصحابة، أو التابعين بعضهم عن بعض»:
ذكره الصفدي.(47)
الخامس: «الكتاب فيه ما اتفق لفظه، واختلف مسماه من الأمكنة المنسوب إليها نفر من الرواة، والمواضع الذي ذكرت في مغازي رسول الله».(48)
السادس: «سلسلة الذهب»:
وهو ما رواه الإمام أحمد بن حنبل عن الإمام الشافعي.(49)
السابع: «الفيصل في مشتبه النسبة»:
إشار إليه ابت خلكان والصفدي، وقال: «ولم يتمه».(50)
الثامن: «شروط الأئمة الخمسة»:
ذكر الحازمي في أوله سبب التأليف فقال:
«.... أما بعد، فقد سألتني – وفقك الله لاكتساب الخيرات، وجنبني إياك موارد الهلكات، أن أذكر لك شروط الأئمة الخمسة في كتبهم، المعتمد على نقلهم، وحكمهم: أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسن مسلم بن الحجاج، وأبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي؛ وأبي عبد الرحمن النسائي، رحمهم الله عز وجل، وما قصدوه، وغرض كل واحد منهم في تأسيس قاعدته، وتمهيد مراميه...».(51)
ثم مضى الإمام الحازمي في بيان شرط كل واحد من الأئمة أصحاب الكتب الحديثية المشهورة.
ولقد استفاد من هذا الكتاب من ألف في «مصطلح الحديث» بعد الحازمي، كالحافظ السيوطي في «التدريب»،(52) والحافظ ابن حجر (تـ: 852هـ)، الذي تعقبه في بعض المباحث، ونكت عليه.(53)
لبث الإمام الحازمي ملازما للخير والإفادة والتصنيف، حتى توفاه الله إليه شابا، وذلك في ليلة الاثنين الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة 584هـ،(54) بمدينة بغداد، وهو ابن خمس أو ست وثلاثين سنة.
قال ابن خلكان: «ودفن في المقبرة الشونيزية إلى جانب سمنون بن حمزة مقابل قبر الجنيد، بعد أن صلى عليه خلق كثير، برحبة جامع الصقر، وحمل إلى الجانب الغربي، فصلي عليه مرة أخرى، وفرق كتبه على أصحاب الحديث».(55)
ونقل ابن هداية عن ابن خلكان أنه قال: «لا نعلم أحدا من المصنفين مات أصغر منه».(56)
رحم الله ابن هداية عن ابن خلكان أنه قال: «لا نعلم أحدا من المصنفين مات أصغر منه».(56)
رحم الله الإمام الحازمي، فقد كان نموذجا فذا الشباب الدؤوب والعامل الذي لم يصبه وهن أو فتور، في تعلم العلم وتعلميه الناس.
1) ترجم الإمام الحازمي الجم الغفير، وهذه تسمية بعضهم:
? الحافظ المنذري في: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1/ ص: 90 – 92).
? محيي الدين النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192).
? ابن خلكان في: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 294 – 295).
? الصفدي في: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
? التاج السبكي في: «البداية والنهاية» (ج: 7 / ص: 13).
? الحافظ ابن كثير في: «البداية والنهاية» (ج: 12 / ص: 332).
? الحافظ الذهبي في:
أ- «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1363).
ب- «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / 167 – 172).
ج- «العبر في خبر من غبر» (ج: 4 / ص: 254).
? ابن تغري بردي في «طبقات الحفاظ» (ج: 6 / ص: 109).
? الحافظ السيوطي في: «طبقات الحفاظ» (ص: 121).
? ابن العماد في: «شذرات الذهب» (ج: 6 / ص: 463).
ابن هداية في: «طبقات الشافعية» (ص: 211 – 212).
2) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، تحقيق: د. إحسان عباس / دار الثقافة بيروت / بلا تاريخ، و«التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 92)، تحقيق: د، بشار عواد معروف / مؤسسة الرسالة / الطبعة الثالثة – 1405هـ،
3) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 167) طبعة مؤسسة الرسالة / الطبعة الأولى / سنة 1404هـ،.
4) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 294)
5) هو مسند الدنيا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي الهروي الماليني الصوفي الزاهر، سمع الصحيح، ومسندي الدارمي، وعبد بن حميد من جمال الإسلام الداودي، وصحب شيخ الإسلام الأنصاري وخدمه، وقدم البغداد، فازدحم لناس عليه/ وقال ابن العماد: «وكان خيرا متواضعا، متوددا، حسن السمت، متين الديانة، محبا للرواية». توفي سنة 553هـ،
انظر: «شذرات الذهب» (ج: 4 / ص: 254) دار ابن كثير – دمشق – بيروت 1411هـ،
6) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 167).
7) هو الحافظ العلامة المقرئ شيخ الإسلام الحسن بن أحمد العطار الهمذاني؛ ولد سنة 488هـ، وصفه السمعاني بالحفظ والإتقان. وقال الحافظ عبد القادر: «... أربى على أهل زمانه في كثرة السماعات، مع تحصيل أصول ما سمع». توفي سنة 569هـ.
أنظر: ترجمته في «تذكرة الحفاظ» (ج: 14 / ص: 1324 – 1327) طبعة دار التراث العربي المصورة عن الطبعة الهندية.
8) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 91).
9) هو الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن عمر المديني، أحد فرسان هذا الشأن، انتهى إليه علو الإسناد مع الحفظ والإتقان، والتصانيف الحسان، له «عوالي التابعين»، و«تتمة الغربيين». توفي سنة 581هـ، أنظر ترجمته في:
- «تذكرة الحفاظ» (ج: 41 / ص: 1334 – 1336).
- «البداية والنهاية» (ج: 12 / ص: 318) بيروت 1404هـ.
10) انظر: «الوافي بالوافيات» (ج: 5 / ص: 88) الطبعة الثانية / 1401هـ.
11 – 12) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168)، و«التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 91 و92).
13) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295).
14) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 128).
15) لا يذهبن هم القارئ الكريم أن الحازمي أدركه الموت وهو ابن ست أو خمس وثلاثين سنة، على ما سنبنيه بعد حين.
16) السماعات: المرويات.
17) أنظر: «طبقات الشافعية الكبرى» (ج: 7 / ص: 13)، تحقيق: محمود محمد الطنهاجي وعبد الفتاح محمد الحلو – الطبعة الأولى / مصر.
18) البزر: مادة يستعان بها في الإنارة.
19) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 169).
20) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (ج: 7 / ص: 13).
21) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 92)، وانظر أيضا: «طبقات الشافعية الكبرى» (ج: 7 / ص: 13).
22) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168)، و«الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
23) انظر: «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1363)، و«السير» (ج: 21 / ص: 171 و172)، و«طبقات الشافعية» (ج: 7 / ص: 13).
24) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 92).
25) قلت: هو الإمام الحازمي.
26) انظر: «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1364)، و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 170 و171). وقال الذهبي في «السير» عقب ذكر الحديث: «هذا حديث حسن غريب»، قلت: وقد أخرجه الدارقطني في «السنن» (ج: 1 / ص: 316)، وأحمد في «المسند» (ج: 3 / ص: 166).
27) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 90)، و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168)، «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1363).
28) انظر: «طبقات الحفاظ» (ص: 121) دار الكتب العلمية – بيروت / الطبعة الأولى 1403هـ.
29) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192)، دار الكتب العلمية – بيروت (المصورة عن طبعة إدارة الطباعة المنيرية) بلا تاريخ.
30) وقد خرج الكتاب مطبوعا في سبعة أجزاء، فأعجب لحفظ الحازمي!!
31) انظر: «السير» (ج: 21 / ص: 169)، و«الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
32) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 169).
33) انظر: «طبقات الحفاظ»(ص: 121)، و«الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
34) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168).
35) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168).
36) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168).
37) انظر: «وصف أبي عبد الله الدبيثي» للحازمي بذلك في: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 167).
38) انظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88). و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 170).
39) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 169)، و«الوافي بالوفيات»(ج: 5 / ص: 88).
40) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192).
41) انظر: «فتح الله المغيث شرح ألفية الحديث» ( ج: 3 / ص: 67) دار الكتب العلمية – بيروت.
42) انظر: «الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار» (ص: 3) دار الوعي – حلب.
43) انظر: تقديم د. عبد المعطي أمين قلعجي لـ: «اعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار» (ص: «س»).
44) انظر: «تاريخ الأدب العربي» لبروكلمان (ج: 6 / ص: 184) طبعة دار المعارف، وأشار إليه باختصار لبن خلكان في «وفيات الأعيان» (ج: 4 / صك 259)، والنووي، «تهذيب الأسماء» (ج: 2 / ص: 192)، وقال: «سمعتها على صاحب صاحبه».
45) انظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
46) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192).
47) انظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
48) هكذا ذكره «بروكلمان» في «تاريخه» (ج: 6 / ص: 185) وفي «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، و«الأعلام» (7 / 117): «كتاب ما اتفق لفظه، وافترق مسماه» في الأماكن والبلدان المشتبهة بالخط.
49) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
50) تنظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88). و«وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295).
51) انظر: «شروط الأئمة الخمسة» (ص: 31 – 33) دار الكتب العلمية – بيروت / الطبعة الأولى 1405هـ، وقد تصرفت في النقل.
52) أنظر: «تدريب الراوي» (ج: 1 / ص: 130) دار التراث – مصر / الطبعة الثانية: 1392هـ.
53) أنظر: «النكت على ابن الصلاح» (ج: 1 / ص: 238 – 240)، تحقيق د. ربيع بن هادي عمير / الطبعة الأولى 1404هـ / الرياض.
54) أنظر: «وفيات الأعيان» (ج: 1 / ص: 295)، و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 170)، و«طبقات السبكي» (ج: 7 / ص: 13)، و«البداية والنهاية» (ج: 12 / ص: 332) و«طبقات ابن هداية» (ص: 212)، طبعة دار الآفاق والنجوم الزاهرة (ج: 5 / ص: 109) الطبعة المصرية.
55) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295).
56) أنظر: «طبقات الشافعية لابن هداية» (ص: 212)، وهذا النص مما ليس يوجد في «وفيات الأعيان» ولذلك نقلناه بواسطة ابن هداية.
? الحافظ المنذري في: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1/ ص: 90 – 92).
? محيي الدين النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192).
? ابن خلكان في: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 294 – 295).
? الصفدي في: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
? التاج السبكي في: «البداية والنهاية» (ج: 7 / ص: 13).
? الحافظ ابن كثير في: «البداية والنهاية» (ج: 12 / ص: 332).
? الحافظ الذهبي في:
أ- «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1363).
ب- «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / 167 – 172).
ج- «العبر في خبر من غبر» (ج: 4 / ص: 254).
? ابن تغري بردي في «طبقات الحفاظ» (ج: 6 / ص: 109).
? الحافظ السيوطي في: «طبقات الحفاظ» (ص: 121).
? ابن العماد في: «شذرات الذهب» (ج: 6 / ص: 463).
ابن هداية في: «طبقات الشافعية» (ص: 211 – 212).
2) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، تحقيق: د. إحسان عباس / دار الثقافة بيروت / بلا تاريخ، و«التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 92)، تحقيق: د، بشار عواد معروف / مؤسسة الرسالة / الطبعة الثالثة – 1405هـ،
3) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 167) طبعة مؤسسة الرسالة / الطبعة الأولى / سنة 1404هـ،.
4) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 294)
5) هو مسند الدنيا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي الهروي الماليني الصوفي الزاهر، سمع الصحيح، ومسندي الدارمي، وعبد بن حميد من جمال الإسلام الداودي، وصحب شيخ الإسلام الأنصاري وخدمه، وقدم البغداد، فازدحم لناس عليه/ وقال ابن العماد: «وكان خيرا متواضعا، متوددا، حسن السمت، متين الديانة، محبا للرواية». توفي سنة 553هـ،
انظر: «شذرات الذهب» (ج: 4 / ص: 254) دار ابن كثير – دمشق – بيروت 1411هـ،
6) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 167).
7) هو الحافظ العلامة المقرئ شيخ الإسلام الحسن بن أحمد العطار الهمذاني؛ ولد سنة 488هـ، وصفه السمعاني بالحفظ والإتقان. وقال الحافظ عبد القادر: «... أربى على أهل زمانه في كثرة السماعات، مع تحصيل أصول ما سمع». توفي سنة 569هـ.
أنظر: ترجمته في «تذكرة الحفاظ» (ج: 14 / ص: 1324 – 1327) طبعة دار التراث العربي المصورة عن الطبعة الهندية.
8) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 91).
9) هو الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن عمر المديني، أحد فرسان هذا الشأن، انتهى إليه علو الإسناد مع الحفظ والإتقان، والتصانيف الحسان، له «عوالي التابعين»، و«تتمة الغربيين». توفي سنة 581هـ، أنظر ترجمته في:
- «تذكرة الحفاظ» (ج: 41 / ص: 1334 – 1336).
- «البداية والنهاية» (ج: 12 / ص: 318) بيروت 1404هـ.
10) انظر: «الوافي بالوافيات» (ج: 5 / ص: 88) الطبعة الثانية / 1401هـ.
11 – 12) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168)، و«التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 91 و92).
13) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295).
14) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 128).
15) لا يذهبن هم القارئ الكريم أن الحازمي أدركه الموت وهو ابن ست أو خمس وثلاثين سنة، على ما سنبنيه بعد حين.
16) السماعات: المرويات.
17) أنظر: «طبقات الشافعية الكبرى» (ج: 7 / ص: 13)، تحقيق: محمود محمد الطنهاجي وعبد الفتاح محمد الحلو – الطبعة الأولى / مصر.
18) البزر: مادة يستعان بها في الإنارة.
19) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 169).
20) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (ج: 7 / ص: 13).
21) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 92)، وانظر أيضا: «طبقات الشافعية الكبرى» (ج: 7 / ص: 13).
22) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168)، و«الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
23) انظر: «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1363)، و«السير» (ج: 21 / ص: 171 و172)، و«طبقات الشافعية» (ج: 7 / ص: 13).
24) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 92).
25) قلت: هو الإمام الحازمي.
26) انظر: «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1364)، و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 170 و171). وقال الذهبي في «السير» عقب ذكر الحديث: «هذا حديث حسن غريب»، قلت: وقد أخرجه الدارقطني في «السنن» (ج: 1 / ص: 316)، وأحمد في «المسند» (ج: 3 / ص: 166).
27) انظر: «التكملة لوفيات النقلة» (ج: 1 / ص: 90)، و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168)، «تذكرة الحفاظ» (ج: 4 / ص: 1363).
28) انظر: «طبقات الحفاظ» (ص: 121) دار الكتب العلمية – بيروت / الطبعة الأولى 1403هـ.
29) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192)، دار الكتب العلمية – بيروت (المصورة عن طبعة إدارة الطباعة المنيرية) بلا تاريخ.
30) وقد خرج الكتاب مطبوعا في سبعة أجزاء، فأعجب لحفظ الحازمي!!
31) انظر: «السير» (ج: 21 / ص: 169)، و«الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
32) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 169).
33) انظر: «طبقات الحفاظ»(ص: 121)، و«الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
34) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168).
35) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168).
36) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 168).
37) انظر: «وصف أبي عبد الله الدبيثي» للحازمي بذلك في: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 167).
38) انظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88). و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 170).
39) انظر: «سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 169)، و«الوافي بالوفيات»(ج: 5 / ص: 88).
40) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192).
41) انظر: «فتح الله المغيث شرح ألفية الحديث» ( ج: 3 / ص: 67) دار الكتب العلمية – بيروت.
42) انظر: «الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار» (ص: 3) دار الوعي – حلب.
43) انظر: تقديم د. عبد المعطي أمين قلعجي لـ: «اعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار» (ص: «س»).
44) انظر: «تاريخ الأدب العربي» لبروكلمان (ج: 6 / ص: 184) طبعة دار المعارف، وأشار إليه باختصار لبن خلكان في «وفيات الأعيان» (ج: 4 / صك 259)، والنووي، «تهذيب الأسماء» (ج: 2 / ص: 192)، وقال: «سمعتها على صاحب صاحبه».
45) انظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
46) انظر: «تهذيب الأسماء واللغات» (ج: 2 / ص: 192).
47) انظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
48) هكذا ذكره «بروكلمان» في «تاريخه» (ج: 6 / ص: 185) وفي «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، و«الأعلام» (7 / 117): «كتاب ما اتفق لفظه، وافترق مسماه» في الأماكن والبلدان المشتبهة بالخط.
49) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295)، «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88).
50) تنظر: «الوافي بالوفيات» (ج: 5 / ص: 88). و«وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295).
51) انظر: «شروط الأئمة الخمسة» (ص: 31 – 33) دار الكتب العلمية – بيروت / الطبعة الأولى 1405هـ، وقد تصرفت في النقل.
52) أنظر: «تدريب الراوي» (ج: 1 / ص: 130) دار التراث – مصر / الطبعة الثانية: 1392هـ.
53) أنظر: «النكت على ابن الصلاح» (ج: 1 / ص: 238 – 240)، تحقيق د. ربيع بن هادي عمير / الطبعة الأولى 1404هـ / الرياض.
54) أنظر: «وفيات الأعيان» (ج: 1 / ص: 295)، و«سير أعلام النبلاء» (ج: 21 / ص: 170)، و«طبقات السبكي» (ج: 7 / ص: 13)، و«البداية والنهاية» (ج: 12 / ص: 332) و«طبقات ابن هداية» (ص: 212)، طبعة دار الآفاق والنجوم الزاهرة (ج: 5 / ص: 109) الطبعة المصرية.
55) انظر: «وفيات الأعيان» (ج: 4 / ص: 295).
56) أنظر: «طبقات الشافعية لابن هداية» (ص: 212)، وهذا النص مما ليس يوجد في «وفيات الأعيان» ولذلك نقلناه بواسطة ابن هداية.